المغرب أمام تحدي الندرة المائية: انخفاض حقينات السدود وتباين بين الأحواض رغم تحسن نسبي في بعض المناطق
كشفت جريدة تارودانت بريس الإخبارية أن الوضعية المائية بالمملكة تتجه نحو مواجهة مستمرة مع تحديات الندرة الهيكلية، التي أصبحت معطىً دائماً لا ظرفياً، وفق ما تؤكده آخر المعطيات الصادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه بوزارة التجهيز والماء.
فإلى حدود يوم أمس السبت، بلغت نسبة ملء السدود المغربية 31.62 في المائة، باحتياطي إجمالي يناهز 5300 مليون متر مكعب، من أصل سعة إجمالية تفوق 16 ألفاً و762 مليون متر مكعب، أي بانخفاض طفيف مقارنة بالأسبوع الماضي، حيث كان الحجم الإجمالي للمياه المخزّنة في حدود 5346 مليون متر مكعب.
ورغم هذا التراجع، تُظهر المقارنة مع السنة الماضية تحسناً نسبياً بنحو نقطتين مئويتين، غير أن ذلك قد يعود جزئياً إلى إدماج سدود جديدة ذات سعات صغيرة أو تعديل في السعة التخزينية المرجعية.
وتوضح البيانات وجود تباين واضح بين مختلف الأحواض المائية، إذ تحافظ الأحواض الشمالية والوسطى، مثل اللوكوس وسبو وأبي رقراق، على مستويات مريحة نسبياً، بينما تعاني الأحواض الجنوبية كـ"سوس ماسة" و"أم الربيع" من وضع مائي مقلق للغاية.
ويُعد حوض "أبي رقراق" الأفضل أداءً بنسبة ملء تفوق 63 في المائة، متقدماً بفارق ملحوظ عن العام الماضي (34 في المائة). يليه حوض "زيز-كير-غريس" بنسبة 48 في المائة، رغم انخفاضه الحاد مقارنة بـ84.79 في المائة سنة 2024.
أما "اللوكوس" فبلغت نسبة ملئه 45.87 في المائة مقابل 53.47 في المائة في خريف السنة الماضية، في حين لا تتعدى نسبة ملء سدود "ملوية" ما بين 19 و58 في المائة، تعكس استمرار تأثرها بندرة التساقطات شرق المملكة. أما حوض "أم الربيع"، فقد واصل تراجعه الخطير مسجلاً أقل من 10 في المائة من سعته، رغم تحسن طفيف مقارنة بـ4.92 في المائة قبل عام.
وفي ظل هذه المعطيات المقلقة، شرعت بعض وكالات الأحواض المائية في تنفيذ برامج لتحديث قواعد تدبير السدود، في أفق ضمان حكامة أفضل للموارد المائية وتعزيز المردودية في مواجهة الندرة.
فوكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية خصصت غلافاً مالياً قدره مليونا درهم لدراسة جديدة تهدف إلى تطوير آليات التخطيط المائي وتحسين إدارة المخزون المائي، إلى جانب مشروع موازٍ لإعداد التصميم المحلي لتدبير المياه بإقليم بنسليمان، من أجل توزيع واستعمال أمثل للموارد المتاحة.
ويُنتظر أن تساهم هذه الإجراءات في تحسين الأداء المائي الوطني وتعزيز الاستعداد لمواسم الجفاف المقبلة، ريثما تحمل الأسابيع المقبلة أمطاراً تُمكّن من إنعاش حقينات السدود والفرشات المائية التي تشهد ضغطاً متزايداً في مختلف مناطق المملكة.
خلاصة الخبر
تُظهر أحدث البيانات استمرار الضغط على الموارد المائية بالمغرب رغم تحسن طفيف في نسب الملء ببعض الأحواض، فيما تبقى الأحواض الجنوبية، خاصة أم الربيع وسوس ماسة، في وضع حرج يستدعي تسريع مشاريع التدبير والتخطيط المائي.
✍️ إعداد: Taroudant Press 24
✍️ Taroudant Press - تارودانت بريس
