📁 آخر الأخبار

تارودانت بريس من الصيّاد.. ومن الفريسة؟ Taroudant Presse

تارودانت بريس من الصيّاد.. ومن الفريسة؟         Taroudant Presse

في كل موسم انتخابي بالمغرب، تتكرر الوجوه ذاتها، والوعود نفسها، والسيناريو الذي بات محفوظًا عن ظهر قلب. غير أن الفرق هذه المرة هو تنامي وعي شعبي بدأ يطرح أسئلة مؤلمة: من الصيّاد؟ ومن الفريسة؟ ومن ذلك "الكلب" الذي يحمل الفريسة للصيّاد؟

حين يُستعمل المال في العملية الانتخابية، تُغتال السياسة، ويُغتصب جوهر الديمقراطية. فالمعركة لم تعد ساحة تنافس بين الأفكار والكفاءات، بل تحولت إلى سوقٍ تُباع فيها الولاءات وتُشترى الضمائر. بعض المرشحين يتوهمون أنهم الصيادون الذين يمسكون بخيوط اللعبة، لكنهم في الواقع أدوات وعبيد لوهم السلطة ولنزعة التملك.

أما الأخطر من هؤلاء، فهم الوسطاء الذين يتاجرون في الخفاء، ويقدّمون الفريسة للصياد مقابل فتات من المال أو وعد بمصلحة آنية. أولئك لا يؤمنون بفكرة ولا بمبدأ؛ إنهم مجرد أدوات لتزييف الوعي وإفساد السياسة من الداخل. وعندما يتحول الناشط إلى سمسار انتخابي، والمواطن إلى رقم في قوائم شراء الأصوات، تموت الكرامة السياسية، وتُفرغ الديمقراطية من معناها الحقيقي.

فالسياسة، في أصلها، فعل شريف لبناء الوطن، لكن حين يتسلل المال الفاسد إلى نسيجها، تتحول إلى تجارة خاسرة. الصوت الذي يُشترى لا يُحترم، والمقعد الذي يُنتزع بالرشوة لا يمكن أن يدافع عن الشعب. إنها معادلة بسيطة: كلما ارتفع ثمن الصوت، انخفضت قيمة الوطن.

إن من يرضى أن يكون جسرًا يعبر عليه الفساد لا يختلف عن من يغذيه، لأن الصمت عن المال الفاسد مشاركة فيه، وتبريره خيانة مغلفة بالسكوت. الوطن لا يحتاج إلى مزيد من الصيادين ولا إلى فرائس جديدة، بل إلى مواطنين أحرار يرفضون أن يكونوا أدوات في يد من يبيعون المستقبل بالدرهم.

فالسياسة ليست ساحة صيدٍ للذئاب، بل عقد شرفٍ بين الإنسان والأرض. ومن يختار أن يكون كلبًا عند أبواب الصيادين، فقد حكم على نفسه بالنبذ حين تُغلق تلك الأبواب.

أيها المواطن، لا تكن الفريسة التي تُقاد نحو الصندوق بقطعة نقد، ولا تكن الوسيط الذي يُبرّر الفساد باسم الواقعية. كن الصياد الشريف الذي يصطاد الفساد بالوعي، ويطارد الجهل بالموقف، ويدافع عن صوته كما يدافع عن كرامته.

لأن الكرامة لا تُشترى، والصوت لا يُباع، والوطن لا يُبنى بالأموال بل بالعقول النظيفة.


📰 تارودانت بريس - Taroudant Press
منبر إخباري مغربي مستقل يُواكب الأحداث الوطنية والمحلية بموضوعية ومصداقية، ويضع القارئ في قلب المستجدات لحظة بلحظة.
تهتم الجريدة بتغطية الأخبار السياسية، الاجتماعية، الرياضية، والثقافية، مع تركيز خاص على جهة سوس ماسة وإقليم تارودانت.

✍️ إعداد: Taroudant Press 24

✍️ Taroudant Press - تارودانت بريس

للمزيد من الأخبار زورو موقعنا الإخباري:
🌐 www.taroudantpress.com


 

هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات