البرازيل تراهن على ثروتها من المعادن النادرة كورقة تفاوضية قوية مع الولايات المتحدة
كشفت جريدة تارودانت بريس الإخبارية أن البرازيل تمتلك إحدى أهم الأوراق الجيوسياسية في العالم اليوم، والمتمثلة في ثروتها الضخمة من المعادن النادرة، وهي عناصر أساسية تدخل في صناعة التقنيات الحديثة من سيارات كهربائية وهواتف ذكية وألواح شمسية ومحركات نفاثة وصواريخ موجهة، ما يمنحها نفوذاً تفاوضياً قوياً أمام الولايات المتحدة.
وتُعد البرازيل صاحبة ثاني أكبر احتياطي عالمي من هذه المعادن بعد الصين، إذ تقدر الهيئة الأمريكية للمسح الجيولوجي احتياطيها بنحو 21 مليون طن متري، بينما تحتكر الصين قرابة نصف الاحتياط العالمي وتُهيمن على عمليات الاستخراج والمعالجة.
وأوضح وزير المناجم والطاقة البرازيلي، ألكسندر سيلفييرا، أن بلاده ترى في هذا المجال فرصة استراتيجية لتعزيز شراكاتها مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود “تقارب في المصالح بين الإمكانات المعدنية البرازيلية ورأس المال الأمريكي”.
ومن المنتظر أن يكون ملف المعادن النادرة محوراً ضمن المحادثات المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، على هامش قمة آسيان في كوالالمبور، حيث أكد لولا استعداده “للتحدث عن كل شيء” مع ترامب، من قضايا غزة وأوكرانيا إلى المعادن النادرة.
وفي ظل استمرار الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين، وفرض الصين قيوداً على صادرات تكنولوجيا المعادن النادرة، ترى البرازيل في هذا التوتر “نافذة فرصة عظيمة” لاستقطاب الاستثمارات الأمريكية في هذا المجال الحيوي.
لكن خبراء برازيليين، مثل خيلبرتو فرنانديز دي سا، يحذرون من أن غالبية الشركات الأجنبية العاملة في البلاد تركز فقط على عمليات الاستخراج دون تطوير مراحل أكثر تقدماً كالفصل أو التصنيع، ما يجعل القيمة المضافة محدودة.
ويرى محللون أن المعادلة الجيوسياسية للبرازيل معقدة، خاصة وأن الصين تبقى أكبر شريك تجاري لها وعضواً معها في مجموعة “بريكس”، مما قد يضع برازيليا أمام خيارات دقيقة بين واشنطن وبكين خلال المرحلة المقبلة.
ملخص الخبر:
البرازيل تسعى لاستثمار احتياطها الضخم من المعادن النادرة كورقة ضغط استراتيجية في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، في ظل التوتر المتصاعد بين واشنطن وبكين حول السيطرة على هذه الموارد الحيوية التي تشكل أساس الصناعات المستقبلية.
✍️ إعداد: Taroudant Press 24
✍️ Taroudant Press - تارودانت بريس
للمزيد من الأخبار زورو موقعنا الإخباري:
🌐 www.taroudantpress.com