“تارودانت.. المدينة التي تُصارع الغياب وتُصِرّ على الحياة”

تارودانت… مدينة تصارع النسيان

منذ زمنٍ طويل، وساكنة تارودانت تمني النفس بمستقبلٍ زاهرٍ لمدينتها العريقة.
تنتظر، بكل شوق ولهفة، أن يشرق اليوم الذي تكتسي فيه برداء التقدم والازدهار، وأن تعتلي منصة النماء بثبات وإصرار.

غير أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن…
فها هي معالم المدينة تتساقط تباعًا كما تتهاوى أوراق الشجر في ليالي الخريف.
سور شامخٌ عريق تصدع تحت وطأة الزلزال، وأضحى آيلاً للسقوط،
وبرادٌ نحاسي تهشّم فوق صينيته الإسمنتية بفعل أعمالٍ تخريبية،
وسوقٌ شعبيٌّ كبيرٌ احترق عن آخره وأضحى هشيمًا تذروه الرياح.

ورغم هذه النكبات التي نزلت كالصاعقة على تارودانت،
ورغم التهميش الذي طالها على مستوى التنمية بشتى مجالاتها،
ما تزال الابتسامة تشرق على وجوه ساكنتها،
تبدد قسوة الإهمال بصبرٍ وتحملٍ يعكسان عمق الانتماء وصدق التعلق بالأرض.

إنها تارودانت التي كانت يومًا منارةً للعلم والتجارة،
تستحق أن يُعاد إليها مجدها، وأن يُمسح عن جبينها غبارُ النسيان.

إنها دعوة إلى أصحاب القرار، وإلى كل ضميرٍ حيّ،
أن ينظروا بعينٍ ثاقبة، وينصتوا بإمعانٍ إلى نبض المدينة…
قبل أن يبتلعها الغبار.

🖋️ Taroudant Press - تارودانت بريس
🌐 www.taroudantpress.com