انطلقت حملة جني فاكهة “الكليمنتين” لهذا الموسم الفلاحي بالمغرب وسط تراجعٍ في الإنتاج بنسبة تقارب 12 في المئة مقارنة بالموسم السابق، نتيجة الظروف المناخية القاسية التي أثّرت بشكل مباشر على مردودية الأشجار وحجم الثمار.
ووفق ما أورده موقع “FreshPlaza” المتخصص، فإن الموسم الحالي بدأ في ظروف مناخية صعبة، تميزت بتراجع المساحات المزروعة بسبب سنوات الجفاف المتتالية، إلى جانب ميل عام نحو أحجام أصغر للثمار، دون أن يمنع ذلك الحمضيات المغربية، خصوصاً “اليوسفي” و“الكليمنتين”، من تسجيل أداء تجاري محترم في الأسواق المحلية والدولية.
وأشار المصدر إلى أن صنف “ناظوركوت” وحده حقق صادرات ناهزت 325 ألف طن خلال موسم 2024/2025، أي بزيادة بلغت نحو 43.8 في المئة مقارنة بالسنة الفلاحية السابقة، مؤكداً أن الموسم الجديد 2025/2026 يسير على المنوال ذاته مع تركيز متزايد على الحمضيات الصغيرة عوض البرتقال، نظراً للتحديات المناخية والمنافسة الدولية المتنامية.
🔹 تأخر في الموسم وتراجع في الأحجام
التقرير أوضح أن انطلاق الجني تأخر بحوالي 15 يوماً، فيما انخفضت الأحجام بنسبة 12 في المئة، بسبب موجات الحر الشديدة التي عرفتها البلاد خلال شهري ماي ويونيو، حيث تجاوزت الحرارة 42 درجة مئوية، ما أثّر على مراحل الإزهار والتلقيح وتكوين الثمار، وتسبب في تساقط عدد كبير منها قبل نضجها الكامل.
كما بيّنت الدراسة أن نسبة التساقطات المطرية انخفضت بـ15 في المئة على الصعيد الوطني، ما أثر سلباً على جودة الفاكهة ومقاييسها، إذ لوحظ انخفاض في القطر يتراوح بين 2 و4 مليمترات، ما جعل معظم الإنتاج يميل إلى الأحجام الصغيرة هذا العام.
🔹 استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات
وفي تصريح للموقع، قالت ليزا ديلاي ألكاراز، المديرة التجارية لشركة “Orbis Agro Industry”، إن ضيعتها الواقعة بمنطقة الغرب التي تمتاز بتربة خصبة وتوفر المياه، تنتج حوالي 12 ألف طن من الكليمنتين و10 آلاف طن من البرتقال سنوياً، مضيفة أن الاستثمار في التقنيات الحديثة والري الذكي مكّن من الحفاظ على جودة الإنتاج رغم الجفاف المستمر.
🔹 السوق المحلي في صعود
من جانب آخر، شدد المصدر على أن السوق المحلية بالمغرب باتت بديلاً استراتيجياً للتصدير، بفعل الطلب القوي والأسعار المشجعة، مشيراً إلى أن عدد سكان المملكة البالغ 38 مليون نسمة إلى جانب أكثر من 13 مليون سائح سنوياً، يوفران قاعدة استهلاكية واسعة وأسعاراً تقارب أحياناً أسعار التصدير.
أما في الخارج، فتبقى أوروبا السوق الرئيسية للحمضيات المغربية، مع توسع ملحوظ نحو غرب إفريقيا وروسيا وكندا بفضل تحسّن النقل البحري واللوجستيك.
واختتم تقرير “FreshPlaza” بالتأكيد على أن موسم 2025/2026 سيواجه تحديات مناخية جديدة، لكن الاستثمارات التقنية والبشرية المتزايدة تبقى الضامن الأساسي لاستمرار جودة الإنتاج المغربي وقدرته على الصمود في السوق الدولية.
🖋️ Taroudant Press - تارودانت بريس
🌐 www.taroudantpress.com
