أخر الاخبار

توسلات من تحت الأنقاض….هكذا ساهمت الهواتف في انقاذ ضحايا الزلازل

توسلات من تحت الأنقاض….هكذا ساهمت الهواتف في انقاذ ضحايا الزلازل

 توسلات من تحت الأنقاض….هكذا ساهمت الهواتف في انقاذ ضحايا الزلازل

نعم هم الأحياء تحت الأنقاض الذين اختلفت قصصهم الانسانية ورواياتهم، هم العائدون من الموت بشق الأنفس، هم الذين انتشلت أجسامهم النحيفة من تحت الأنقاض، منهم من فقد القريب والحبيب والولد، ومنهم من خرج سالما معافا، ومنهم عكس ذلك.

وقد ساهمت أجهزة الهواتف الذكية وتطبيقات مواقع التواصل، في تسهيل عملية العثور عن ناجين بعد أن حددوا اماكن تواجدهم من خلال النداءات العاجلة والتوسلات التي أطلقوها، حيث كان لهذه التكنولوجيا الأثر الايجابي والموقف الحسن في انقاد العشرات من الضحايا العالقين تحت الانقاض، بفعل تمكنهم من بعث رسائل ومقاطع فيديوهات مؤثرة جعلت فرق الانقاذ تسارع الزمن وتشتغل دون كلل ولا ملل رغم الظروف المناخية الصعبة.

هم ضحايا زلزال تركيا وسوريا، الذين وحدوا العالم في زمن التفرقة، بيد أن دولا عدة سارعت إلى ايفاذ فرق الانقاذ لانتشال الجثت، والأحياء، من تحت حطام المنازل والمباني، وقد بدى هؤلاء الشجعان وهم يكثفون ويعكفون على مواصلة البحث والتنقيب تحت الركام بحثا عن المفقودين، من هم من قضى أيام وساعات وهو يصارع الموت والظلمة الحالكة وضيق القبور…

فمنذ أن استيقظ العالم على خبر الفاجعة، حتى سارعت الحكومات إلى ايفاد لجانها وفرقها ودعمها المادي والمعنوي في محاولة منها تخفيف الآلام وتقديم يد العون في زمن الشدائد، فتجند الرجال والنساء التابعين والتابعات لفرق الإنقاذ مدعومين بالجرافات والرافعات وسيارات الاسعاف، وباتت صورهم وملامحهم الشاحبة وأبصارهم الشاخصة تملأ الفضاء الازرق ووسائل الاعلام، بدت وكأنها تحمل في طياتها نوعا من الخوف والذعر من هول الكارثة التي لم تبق ولم تذر…..فجيئ بالكلاب المدربة والتقنيات الحديثة، وسيق بالتكنولوجيا الحديثة وآخر ماعرفه التطور العلمي لعله يكشف عن المستور ويظهر ما تحت الأنقاض من أرواح، وآدميين بمختلف الأعمار والأجناس وهم يصارعون الموت اختناقا وضيقا أضيق من ضيق اللحود، فيما بدت المناطق المنكوبة المحيط بمكان الزلزال كمدن أشباح، نصبت فيها الخيام لايواء الأسر المتشردة.

في سوريا الوضع يكاد يختلف عن مايقع ويجري بتركيا، هنا بسوريا الأبية الفاجعة أفجع وأمر، فالبلد لم يكد يلملم جراحه من الحرب الطاحنة والانقسامات السياسية والحصار والعقوبات الدولية، حتى استفاق مواطنون صبيحة ذلك اليوم على وقع مخلفات الزلزال المدمر، هناك اشتد الحال بضحاياه الذين وجدوا أنفسهم تحت الأنقاض في ظل بلد يعاني وضعا اقتصاديا مزريا، ونقص حاد في الوسائل اللوجيستيكية والمعدات الحديثة الكفيلة بمواجهة الأزمات، وأي أزمة أشد وأقسى، من أزمتهم هاته التي دفعت المسؤولين إلى رفع سقف مناشدة العالم عاليا طلبا للنجدة ورفع الحصار، وكأن لسان حالهم يردد إن تحت الأنقاض أحياء يئنون ويصرخون يصوت خافت لعل القدير يفرج كربهم….

هم العائدون من الموت…عاشوا ساعات وليالي تحت الأنقاض لولا رحمة القدير ورسائل هواتفهم.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-