عامل تارودانت يُشدد على مكافحة البناء العشوائي وتيسير التراخيص القانونية.. المجلس الإقليمي يمرر الاتفاقية في صمت دون تغطية إعلامية
على هامش أشغال الدورة الإقليمية صباح اليوم 08 دجنبر 2025، كان من المفترض توثيق كلمة السيد عامل إقليم تارودانت حول اتفاقية وزارة الإسكان وسياسة المدينة، التي تهدف إلى تسهيل الحصول على رخص البناء في العالم القروي، لكن المجلس فضّل التعامل مع الموضوع بعزلة تامة عن الرأي العام.
وفي تدخل حاسم، شدّد السيد العامل، بلهجة حازمة وصارمة، على ضرورة وضع حد نهائي لظاهرة البناء العشوائي، محذّراً من أي تساهل مع هذه الآفة التي تهدد التنمية الترابية، وقال صراحة: "سنُسهِّل عمليات البناء القانوني في العالم القروي، وفي الوقت نفسه سنواجه بحزم كل أشكال البناء العشوائي". ويأتي هذا التصريح في سياق الاتفاقية الجديدة، التي تُعد خطوة استراتيجية لتنظيم الإسكان الريفي ودعم الجماعات القروية في إقليم تارودانت، حيث يعاني آلاف السكان من تعقيدات الإجراءات الإدارية.
غير أن المجلس الإقليمي، كعادته في الآونة الأخيرة، اختار تمرير النقطة في هدوء مطبق، دون إصدار أي دعوة للمنابر الإعلامية المحلية، مما حال دون نقل صورة حية لهذا الحدث المهم إلى السكان. ويُعد هذا النهج تغييراً جذرياً مقارنة بالعهود السابقة لرئيسي المجلس الراحلين بلكرموس والعرابي، اللذين كانا يُوجهان دعوات دورية للصحافة المحلية لتغطية الدورات وإطلاع الجمهور على القرارات الرئيسية.
اليوم، يعتمد المجلس على آليات توثيق محدودة وغير شاملة، في ظل غياب انفتاح حقيقي على الإعلام، مما يُثير تساؤلات مشروعة حول أسباب هذا الانغلاق المتزايد، ويُضعف من مبادئ الشفافية والرقابة التي يفترض أن يُمثلها هذا الجهاز المنتخب، خاصة وأنه يُدار بأموال الضرائب العامة. وفي هذا السياق، تُعد وسائل الإعلام شريكاً أساسياً في نقل الشأن العام، لا مجرّد مراقب خارجي.