📁 آخر الأخبار

العمرة بين صفاء العبادة ومظاهر العادة… باحثون يحذرون من تراجع البُعد الروحي لهذه الشعيرة

العمرة بين صفاء العبادة ومظاهر العادة… باحثون يحذرون من تراجع البُعد الروحي لهذه الشعيرة

 

العمرة بين صفاء العبادة ومظاهر العادة… باحثون يحذرون من تراجع البُعد الروحي لهذه الشعيرة

في زمن تتزاحم فيه الأرواح بين لهفة القرب من الله ورغبة الظهور أمام الخلق، لم تعد العمرة عند كثيرين مجرد رحلة للسكينة والتجرد ونبذ شوائب الدنيا، بل تحوّل بعضها إلى ممارسة تختلط فيها النوايا بين العبادة والعادة، وبين مقاصد الروح ومظاهر الرياء.
فالعمرة التي شرعها الله لتكون مقامًا للتوبة والخشوع وتهذيب النفس، باتت اليوم عرضة لأنماط جديدة من المظاهر والسلوكيات التي أضعفت جانبها الإيماني العميق.

وفي هذا السياق، كشفت جريدة تارودانت بريس الإخبارية عن قراءة معمقة قدّمها باحثون في الفكر الإسلامي والتصوف، حول تراجع البُعد الروحي للعمرة، وتحولها عند البعض إلى مجرد نشاط اجتماعي يوثق على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر مما يترجم على مستوى السلوك والتهذيب.

اليرماني: العمرة “فرار إلى الله”.. لكنها فقدت شيئًا من صفائها

الدكتور محسن اليرماني، الباحث في الفكر والعقيدة ومقارنة الأديان، أكد في حديث لهسبريس أن العمرة رحلة إيمانية سامية تتطهّر فيها القلوب وتصفو الأرواح، ويمتزج فيها الخضوع بالخلاص الروحي.
ووصفها بأنها “رحلة الفرار إلى الله”، حيث يهرع العبد من هموم الدنيا إلى باب رب كريم، يسمع ويرحم ويجيب دعاء المتضرعين.

وأوضح اليرماني أن العمرة في جوهرها دعوة إلى السلام ونبذ العنف، مستحضرا رؤيا الرسول ﷺ التي بُشّر فيها بدخول مكة آمناً للعمرة، وأن النبي قال لقريش: “إنما جئنا عمارا ولم نأت لقتال”، بما يعكس طبيعة هذه الشعيرة كرحلة سلمية.

العمرة بين روحانية العبادة وشوائب الرياء

غير أن الباحث شدّد على أن العمرة، رغم عظمتها، أصبحت عند كثيرين مجالا للاختلاط بين الإخلاص والرياء، وبين ما هو ديني وما هو دنيوي، حتى تحوّلت إلى فرصة للربح والتجارة، أو إلى رحلة سياحية توثق بالصور أكثر مما تُترجم على مستوى الإيمان.

وأضاف أن بعض المعتمرين يعودون من العمرة بأسوأ مما ذهبوا به، لأنهم لم يحققوا مقصد التزكية، ولم يتخلّصوا من أمراض النفوس رغم أدائهم للشعائر.

اليوسفي: ليست العبرة بعدد مرات العمرة بل بأثرها في النفس

من جهته، قال الباحث في الدراسات الإسلامية والفكر الصوفي حمزة اليوسفي، إن العمرة من أعظم شعائر الله، وشرعت لتكفير الذنوب ورفع الدرجات، كما جاء في الحديث: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما”.
لكن هذا التكفير مشروط –يضيف اليوسفي– بتحقيق المقاصد، لا بمجرد أداء الشعائر.

وبيّن أن الحكم العميقة للعمرة تشمل:

  • إظهار العبودية لله.

  • الشعور بالافتقار أمام عظمة الخالق.

  • تعظيم الحرمات.

  • تزكية القلب وترقية الروح.

وشدّد على أن العمرة فرصة لمراجعة النفس وتنقيتها من الذنوب، مستطرداً:
“العبرة ليست بعدد المرات، بل بالأثر… وبما تتركه كل عمرة في أخلاق المعتمر وسلوكه وإيمانه”.


خلاصة الخبر

  • باحثون يحذرون من تحول العمرة إلى ممارسة شكلية يغيب عنها المقصد الروحي.

  • الدكتور اليرماني يؤكد أن العمرة “فرار إلى الله” لكنها ابتُليت بمظاهر الرياء.

  • اليوسفي: المقاصد العميقة للعمرة تتحقق بتزكية النفس لا بتكرار الرحلات.

  • تزايد عدد المعتمرين لا يعكس بالضرورة ارتفاعًا في الإيمان إن لم يصحبه أثر تربوي وسلوكي.



📰 تارودانت بريس - Taroudant Press
منبر إخباري مغربي مستقل يُواكب الأحداث الوطنية والمحلية بموضوعية ومصداقية، ويضع القارئ في قلب المستجدات لحظة بلحظة.
تهتم الجريدة بتغطية الأخبار السياسية، الاجتماعية، الرياضية، والثقافية، مع تركيز خاص على جهة سوس ماسة وإقليم تارودانت.

✍️ إعداد: Taroudant Press 24
✍️ Taroudant Press - تارودانت بريس

للمزيد من الأخبار زورو موقعنا الإخباري:
🌐 www.taroudantpress.com




هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات