محللون مغاربة: تصريحات عطاف تكشف ارتباك الدبلوماسية الجزائرية وعزلتها بعد قرار مجلس الأمن
المقال:
أثارت الخرجة الإعلامية لوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الأحد الماضي، جدلاً واسعاً بين عدد من المحللين السياسيين المغاربة، الذين اعتبر بعضهم أنها “رقصة ديك مذبوح” تعكس حالة الارتباك التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية، فيما رأى آخرون أنها محاولة متأخرة من النظام الجزائري للخروج من عزلته الدولية التي عمّقها القرار الأممي الأخير بشأن الصحراء المغربية.
وفي حوار تلفزيوني بثّته قناة “الجزائر الدولية”، علّق عطاف على القرار رقم 2797 الصادر عن مجلس الأمن، والذي جدّد دعمه لخطة الحكم الذاتي كحلّ جاد وذي مصداقية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، قائلاً إن “المملكة المغربية حاولت خلال الجلسة تمرير أهدافها التاريخية المعروفة، والمتمثلة في حلّ بعثة المينورسو أو تغيير عهدتها، وفرض مشروع الحكم الذاتي كإطار وحيد للحل”.
وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال الدكتور حسن بلوان، أستاذ العلاقات الدولية، إن الجزائر “تعيش اليوم عزلة غير مسبوقة، وتحاول جاهدة البحث عن مخرج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه”. وأضاف أن “المجتمع الدولي اصطفّ بوضوح إلى جانب المغرب، وأقرّ بشرعية مشروع الحكم الذاتي، ما جعل النظام الجزائري يعيش صدمة سياسية ودبلوماسية”.
وكشفت جريدة تارودانت بريس الإخبارية أن الباحث بلوان استحضر في تحليله “جملة من الوساطات التي تقودها دول عربية والولايات المتحدة الأمريكية لإعادة التهدئة بين البلدين”، مؤكداً أن “المبادرات المتكررة للملك محمد السادس بمدّ اليد للجزائر تضعها أمام مسؤولية تاريخية، فإما أن تنخرط في الشرعية الدولية أو تستمر في الانعزال عن العالم”.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن تصريحات عطاف “لا تعدو أن تكون رقصة ديك مذبوح”، موضحاً أن “الوزير الجزائري أظهر هشاشة الدبلوماسية الجزائرية وتخبطها في مواجهة الحقائق الدولية”.
وأوضح الدكالي أن “مجلس الأمن حسم بوضوح موقفه من خلال تأكيده على واقعية مبادرة الحكم الذاتي، بينما ما تزال الجزائر تتشبث بخطاب متجاوز حول تقرير المصير، في تجاهل تام للتحولات الدولية”. وأضاف أن “القيادة المغربية، تحت إشراف جلالة الملك محمد السادس، مدّت يدها مراراً نحو الحوار، لكن تعنت النظام الجزائري يعرقل أي تقارب ويُطيل عمر النزاع”.
وختم الدكالي تصريحه بالتأكيد على أن “الذهنية العسكرية التي تتحكم في القرار بالجزائر لا تؤمن بمنطق لا غالب ولا مغلوب، بل بلغة القوة، وهو ما يجعل الحل رهيناً بتغيّر الأجيال المقبلة في الجارة الشرقية”.
الملخص:
أكد محللون مغاربة أن تصريحات وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف تعكس ارتباك الدبلوماسية الجزائرية بعد القرار الأممي الداعم للحكم الذاتي بالصحراء المغربية، مشيرين إلى أن الجزائر تعيش عزلة سياسية وتسعى للخروج منها رغم استمرار تعنتها.
📰 تارودانت بريس - Taroudant Press
منبر إخباري مغربي مستقل يُواكب الأحداث الوطنية والمحلية بموضوعية ومصداقية، ويضع القارئ في قلب المستجدات لحظة بلحظة.
تهتم الجريدة بتغطية الأخبار السياسية، الاجتماعية، الرياضية، والثقافية، مع تركيز خاص على جهة سوس ماسة وإقليم تارودانت.
✍️ إعداد: Taroudant Press 24
✍️ Taroudant Press - تارودانت بريس
للمزيد من الأخبار زورو موقعنا الإخباري:
🌐 www.taroudantpress.com
