الكشف عن مقطع جديد من ساقية تافلاكت التاريخية يعيد إحياء ذاكرة تارودانت العمرانية
في لحظة تاريخية فارقة عند باب الخميس بمدينة تارودانت، تم الكشف عن المقطع الذي تعبر منه ساقية تافلاكت أسوار المدينة من جهتها الشمالية، وذلك بعد تحرير جزء من السور في إطار أشغال الترميم الجارية. وقد وقف على هذا الموقع لأول مرة عدد من المهتمين بالتراث، من بينهم الباحث إبراهيم الياسيني، الذي أكد أن هذا الاكتشاف يعيد ربط تارودانت بأحد أهم معالمها المائية القديمة.
تحرير هذا المقطع من الساقية يساهم في إحياء ذاكرة مائية عمرها قرون، ويعيد إظهار جزء من البنية المائية التي لعبت دوراً حيوياً في حياة المدينة ونموها العمراني.
وتُعد ساقية تافلاكت من أشهر السواقي التاريخية بتارودانت، وهي الساقية نفسها التي وصفها المؤرخ ابن عذارى المراكشي (ت 712هـ/1312م) في كتابه قائلاً:
"وذلك أن ساقية كبيرة ارتفعت من وادي سوس إلى تارودانت، وعليها العمارة والسكنى، وكل دار بإزائها رياض… وماء في تلك الأنهار ينساب كأنه الكوثر."
هذا الوصف يكشف أهمية الساقية قديماً، ودورها الحيوي في عمران المدينة، حيث كانت بمثابة شريان مائي يمد الرياض والدور والبساتين بالحياة، ويمنح المكان جمالاً بصرياً وروحياً فريداً.
ويرى المهتمون بالتراث أن إعادة اكتشاف مسار الساقية اليوم يُعد مكسباً معرفياً وسياحياً وتراثياً، خاصة في ظل الجهود المبذولة لترميم أسوار تارودانت وصون معالمها التاريخية. كما يُنتظر أن يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام دراسات جديدة لإعادة رسم ملامح النظام المائي القديم للمدينة وإبراز دوره في تشكيل عمرانها.
