أولاد برحيل: شباب المنطقة بين الطموح والقيود السياسية
في ظل التأكيدات المتكررة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على أهمية إدماج الشباب وتمكينهم من المشاركة الفعلية في مختلف المجالات، يتحول "خطاب الشباب" في كثير من الأحيان إلى شعار جاهز ترفعه الأحزاب السياسية والمؤسسات الساعية لكسب الشرعية الاجتماعية، دون ترجمة هذه الوعود إلى واقع ملموس. وكشفت جريدة تارودانت بريس الإخبارية أن مدينة أولاد برحيل بإقليم تارودانت لا تزال تعاني من هذا التباين بين الخطاب الرسمي والممارسة العملية.
فشباب أولاد برحيل، رغم إبداعهم وابتكارهم وقدرتهم على تقديم حلول وأفكار مبتكرة، يصطدمون بحواجز سياسية وتقليدية تحول بينهم وبين المشاركة الحقيقية. إذ يُنظر إليهم في بعض المؤسسات والسياسات المحلية كأدوات تكملية أو قوة قابلة للسيطرة، ويُدخَلون أحيانًا في صراعات جانبية لا علاقة لهم بها، لإبعادهم عن الجوهر ومنعهم من لعب دورهم الطبيعي في التنمية المحلية.
ويبرز الواقع وفق مصادر الجريدة، أن سوء الفهم وتقدير دور هؤلاء الشباب يمثلان أحد أكبر العراقيل، على الرغم من أنهم يمثلون الثروة الحقيقية للمنطقة. هؤلاء الشباب يسعون إلى مساحة آمنة للتعبير، وفرصة عادلة لإثبات الذات، ومؤسسات تؤمن بقدراتهم قبل المطالبة بالولاء، وسياسة تحترم عقلهم وتوفر لهم فرص المشاركة والإبداع.
وتخلص الجريدة إلى أن مستقبل التنمية في أولاد برحيل لن يصنعه خطاب معلب أو شعارات فارغة، بل شباب يؤمنون بدورهم ويرفضون الخضوع لممارسات تقليدية تهدف لتقييدهم. شباب قادرون على فرض حضورهم بالعمل والفكر والإبداع، ويطمحون إلى مدينة وإقليم يمنحانهم الحق في المشاركة دون وصاية، وفرصة للنمو دون قيود. إن طاقة شباب أولاد برحيل ليست مجرد رقم انتخابي أو أداة زخرفية، بل قوة محلية يمكنها تغيير المشهد المحلي ودفع التنمية المستدامة إلى الأمام، طالما ظلوا محافظين على إرادتهم ومطالبهم بالمشاركة وصناعة المستقبل.
