📁 آخر الأخبار

لماذا انطفأت حركة «جيل زد 212» سريعاً؟.. تحليل لعوامل تلاشي الاحتجاجات الشبابية في المغرب

لماذا انطفأت حركة «جيل زد 212» سريعاً؟.. تحليل لعوامل تلاشي الاحتجاجات الشبابية في المغرب

لماذا انطفأت حركة «جيل زد 212» سريعاً؟.. تحليل لعوامل تلاشي الاحتجاجات الشبابية في المغرب

شهد المغرب خلال الأشهر الأخيرة ظهور موجة احتجاجية شبابية أطلق عليها إعلامياً اسم «جيل زد 212»، والتي بدأت بزخم كبير قبل أن تتراجع حدتها تدريجياً وتختفي من المشهد العمومي في وقت قياسي. ورغم التعبئة الأولية التي رافقتها، فإن نهايتها السريعة تفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول ديناميات الاحتجاج في السياق المغربي، وأسباب تحول هذه الحركة من حراك شعبي إلى ذكرى عابرة.

ومن خلال تتبع مراحل الحركة، يمكن تحديد عدة عوامل رئيسية ساهمت في تلاشيها. أولاً، جاء الخطاب الملكي في افتتاح الدورة التشريعية لشهر أكتوبر نقطة تحول حاسمة، حيث شخص بوضوح الإشكالات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في مجالات التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وفرص الشباب، مع دعوة صريحة لتعميق الإصلاحات وتقليص الفوارق. هذا الاعتراف الرسمي أعاد تركيز النقاش العمومي على الإصلاح المؤسساتي، مما قلص من جاذبية الاحتجاج كأداة وحيدة.

ثانياً، أدى انزلاق بعض الاحتجاجات نحو أعمال عنف وتخريب إلى انسحاب مكونات أمازيغية مهمة، التي كانت تشارك في البداية، مفضلة الحفاظ على الطابع السلمي، مما أضعف القاعدة الاجتماعية والتنظيمية للحركة. وعلمت جريدة تارودانت بريس الإخبارية أن هذا الانسحاب كان له تأثير كبير على الدينامية الميدانية، نظراً لدور الحركة الأمازيغية في التعبئة المنظمة.

ثالثاً، ساهم غموض الأهداف وتحول الشعارات من مطالب اجتماعية مشروعة إلى تسييس مفرط، مع دعوات لرحيل الحكومة دون برنامج بديل واضح، في إرباك الرأي العام وفقدان الحركة شرعيتها الأولية. رابعاً، كشفت النقاشات الرقمية عن محاولات اختراق خارجي عبر منصات مثل «ديسكورد»، في سياق حساس يتعلق باستضافة المغرب لأحداث رياضية دولية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مما أثار رفضاً شعبياً لأي إساءة لصورة البلاد.

خامساً، عزز فوز المنتخب المغربي للشبان ببطولة العالم في الشيلي من الإجماع الوطني والفخر الجماعي، مما ساهم في تهدئة التوترات وإعادة توجيه الطاقات نحو الإنجازات المشتركة. وكما في حركة 20 فبراير، يبقى أثر «جيل زد 212» غير مباشر، كتذكير بضرورة تعزيز العدالة الاجتماعية والثقة بين الدولة والمجتمع، مع الحفاظ على الاستقرار في ظل التحديات الراهنة.

 

هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات