بين الحماسة والواقعية: دعوة إلى مسؤولية جماعية لتجنب الفوضى والانزلاق
للأسف، الحماسة التي تُعبّر بها بعض الأصوات السياسية تتعارض مع المواقف الأخيرة التي اتسمت بالارتماء في أحضان الحزبية، طمعًا في الوصول إلى مقاعد البرلمان، في وقتٍ يعيش فيه المغرب وضعًا اجتماعيًا صعبًا يستدعي الواقعية والاتزان.
ففي ظل التحديات المرتبطة بالتعليم والصحة والشغل، لا يمكن للمجتمع أن ينساق وراء حلول عاطفية قد تُفقد البلاد أمنها واستقرارها، لأن ما قيمة التعليم والصحة ووفرة المال إذا غابت الطمأنينة وشاع الخوف والفوضى؟
المقاربة الأنجع، اليوم، هي الضغط المدني الواعي على الحكومة من أجل تحمل مسؤولياتها في تحسين الخدمات الاجتماعية، وتجويد التعليم، وضمان فرص الشغل الكريم، بدل السقوط في خطاب الهدم أو الدعوة إلى إسقاط الحكومة دون بدائل حقيقية أو محاسبة شفافة.
إنّ التغيير الحقيقي لا يكون بالفوضى، بل بالمسؤولية والمطالبة بالإصلاح داخل إطار الاستقرار، لأن الوطن لا يحتمل مزيدًا من التوتر، ولا مصلحة لأي طرف في إشعال الفتن.
ندعو الحكومة إلى التحلي بالجدية، والإنصات العميق لمطالب الشباب، بدل تجاهلها حتى لا تتسع الفجوة بين الدولة والمجتمع.
✍️ Taroudant Press - تارودانت بريس
🌐 www.taroudantpress.com
