أثار قرار وكالة التصنيف الأمريكية "S&P Global Ratings" بتخفيض التصنيف الائتماني السيادي لفرنسا من “AA-” إلى “A+” صدمة واسعة في الأوساط المالية الأوروبية، بعدما جاء القرار بشكل مفاجئ قبل الموعد المقرر له، بسبب ما وصفته الوكالة بـ”تصاعد الاضطراب السياسي وتزايد العجز المالي في البلاد”.
وتعيش فرنسا منذ أشهر على وقع أزمة سياسية خانقة في ظل تعثر تشكيل الحكومة، وتفاقم الديون العمومية التي تجاوزت نسبة 115% من الناتج الداخلي الخام، ما انعكس على ثقة المستثمرين في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
ويرى مراقبون أن هذا القرار قد تكون له تداعيات محتملة على استقرار اقتصاد منطقة اليورو، خصوصاً بالنظر إلى الوزن المالي الكبير لفرنسا، وعلى علاقاتها الاقتصادية بدول شمال إفريقيا، خاصة المغرب الذي يعد أحد أبرز شركائها الاقتصاديين في القارة الإفريقية.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير المالي مصطفى الجاي أن “الاقتصاد الفرنسي يمر بمرحلة أزمة غير مسبوقة”، مشيراً إلى أن “تفاقم الديون وصعوبة تنفيذ الإصلاحات المالية قد يؤديان إلى تأجيل أو تقليص بعض الاستثمارات الفرنسية في الخارج، ومنها المغرب”.
وأكد الجاي أن “المملكة مطالبة بتسريع جهود تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل الاعتماد على باريس، من خلال تعزيز التعاون مع شركاء جدد في أوروبا وآسيا”.
في المقابل، اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرزاق الهيري أن “التأثير الفعلي لهذا القرار سيكون محدوداً”، موضحاً أن “فرنسا تمتلك اقتصاداً قوياً قادراً على امتصاص الصدمات، كما أن علاقاتها الاستثمارية مع المغرب راسخة ومستقرة، ولا يُتوقع أن تتأثر على المدى القصير”.
وأضاف أن “هذا التخفيض قد يرفع نسب الفائدة على القروض الفرنسية، لكنه لن يغير من التوجه العام للعلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين”.
ويؤكد محللون أن المرحلة المقبلة ستتوقف على قدرة فرنسا على استعادة التوازن المالي والسياسي الداخلي، وعلى مدى قدرتها على الحفاظ على ثقة الأسواق والمستثمرين، في وقت يواصل فيه المغرب جهوده لجذب رؤوس أموال جديدة وتنويع شركائه الاقتصاديين العالميين.
🧾 ملخص مختصر (3–5 أسطر)
قرار وكالة “S&P” بخفض تصنيف فرنسا من “AA-” إلى “A+” أثار قلق الأسواق الأوروبية.
الخبراء يرون أن الأزمة المالية والسياسية بفرنسا قد تؤثر على بعض استثماراتها الخارجية، منها المغرب،
لكن آخرين يؤكدون أن التأثير سيكون محدوداً نظراً لقوة الاقتصاد الفرنسي واستقرار علاقاته مع الرباط.
📰 تارودانت بريس - Taroudant Press
منبر إخباري مغربي مستقل يُواكب الأحداث الوطنية والمحلية بموضوعية ومصداقية، ويضع القارئ في قلب المستجدات لحظة بلحظة.
تهتم الجريدة بتغطية الأخبار السياسية، الاجتماعية، الرياضية، والثقافية، مع تركيز خاص على جهة سوس ماسة وإقليم تارودانت.
✍️ إعداد: Taroudant Press 24
✍️ Taroudant Press - تارودانت بريس
للمزيد من الأخبار زورو موقعنا الإخباري:
🌐 www.taroudantpress.com