🗞️ تونس: نقابة الصحفيين تدق ناقوس الخطر بعد تصاعد التضييق على حرية الإعلام
تشهد الساحة التونسية تصعيداً غير مسبوق بين السلطة وقطاعات واسعة من المجتمع، حيث يبدو أن الرئيس قيس سعيّد قرر المضي في مواجهة مباشرة مع الأصوات المنتقدة، وكان قطاع الإعلام آخر المستهدفين في هذه المواجهة، ما دفع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إلى إصدار بلاغ شديد اللهجة تحذّر فيه من تدهور خطير في أوضاع حرية التعبير.
وقالت النقابة في بيان رسمي إن الوضع الراهن في تونس "دقيق وخطير"، مشيرة إلى تصاعد الرقابة والتضييق على الصحفيين، وإلى "مخاطر غير مسبوقة تهدد حرية الصحافة والتعبير"، كما نبهت إلى مؤشرات مقلقة تنذر بزوال عدد من وسائل الإعلام بسبب الضغوط السياسية والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها القطاع.
وكشفت جريدة تارودانت الإخبارية أن الصحفيين في تونس يواجهون اليوم محاولات متكررة لتركيع القطاع الإعلامي وتطويعه من خلال سياسات التضييق والإقصاء، في مشهد يكرس تراجعاً خطيراً في الحريات الفردية والعامة، ويقوّض حق المواطنين في إعلام حر ومستقل.
وأوضحت النقابة، عقب اجتماع قيادتها يوم الثلاثاء، أنها تتابع بارتفاع منسوب الرقابة والتعتيم الممنهج، من خلال منع الصحفيين من تغطية محاكمات الرأي وحجب المعلومات عن الرأي العام، معتبرة أن هذه الممارسات تعكس إرادة واضحة لتحويل الإعلام إلى أداة ترويج وخضوع.
كما حمّلت النقابة السلطات المسؤولية الكاملة عن تدهور المشهد الصحفي، أحد أهم مكتسبات ثورة 2011، مشيرة إلى أن هذا التراجع تسارع بعد دخول المرسوم 54 حيز التنفيذ، وهو القانون الذي سنّته السلطات لمحاربة “الأخبار الكاذبة” ويُتهم اليوم بأنه أداة لتكميم الأفواه.
وفي سياق متصل، علّقت السلطات التونسية أنشطة منظمتين حقوقيتين بارزتين لمدة 30 يوماً، هما جمعية النساء الديمقراطيات والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما اعتبرته منظمات المجتمع المدني “حلقة جديدة في مسار التضييق على الفضاء المدني المستقل”.
وقال المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إنه تلقى مراسلة رسمية بتعليق نشاطه لمدة شهر، واصفاً القرار بـ“التعسفي والموجه”، خصوصاً أنه جاء بعد يومين فقط من الإجراء نفسه الذي استهدف جمعية النساء الديمقراطيات.
وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة من انزلاق المشهد التونسي نحو مزيد من الانغلاق السياسي والإعلامي، وسط دعوات داخلية وخارجية لاحترام مبادئ حرية التعبير التي كانت من أبرز إنجازات الثورة التونسية.
🔹 ملخص الخبر
نقابة الصحفيين التونسيين تحذر من تصاعد الرقابة والتضييق على الإعلام بعد تعليق نشاطات منظمات حقوقية، معتبرة أن حرية الصحافة في تونس تواجه أخطر مرحلة منذ الثورة، في ظل ما تصفه بتوجه رسمي نحو تكميم الأصوات المنتقدة.
✍️ إعداد: تارودانت الإخبارية
✍️ تارودانت الإخبارية - Taroudant Al Akhbaria
🌐 www.taroudantpress.com
