📁 آخر الأخبار

صيف على حافة الاشتعال بقلم :أحمد الروداني عن جريدة أخبار تارودانت akhbar taroudant

صيف على حافة الاشتعال بقلم :أحمد الروداني عن جريدة أخبار تارودانت akhbar taroudant

 صيف على حافة الاشتعال بقلم :أحمد الروداني 

عن جريدة أخبار تارودانت

 akhbar taroudant

مع توالي النشرات الإنذارية منذ مطلع الصيف، يعيش المغرب على وقع موجات حر متتابعة رفعت القلق البيئي والزراعي والاقتصادي إلى مستويات غير مسبوقة. سخونة الهواء، تسارع التبخر، وشروط مناخية متقلبة باتت تصنع فصولاً صيفية أشد ضراوة مما اعتدناه.


خلفيات مناخية تزيد الاشتعال يوضح الخبير البيئي والمناخي المصطفى العيسات أن تموقع المغرب في نطاق شبه جاف، لاسيما جنوباً، يجعله عرضة لرياح جافة وحارة قادمة من الصحراء الكبرى تُعرف بـ“الشرقي”، وهي رياح تدفع الحرارة إلى مستويات قياسية. كما أن التقاء كتل من بخار الماء المتولد عن التبخر مع تيارات باردة نازلة من الأطلس المتوسط والصغير قد يفضي، حتى صيفاً، إلى أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة. ويزيد الاحتباس الحراري من حدّة الصورة؛ إذ أدى ارتفاع متوسط حرارة الأرض بنحو 1.5 درجة مئوية إلى صيفين متتاليين أكثر لهيباً، مع تسجيل 45 إلى 48 درجة في مناطق لم تعهد هذه القيم مثل ابن جرير وبني ملال وزاكورة. ويرى العيسات أن هذه التحولات تعكس تقصير بعض الدول الكبرى الملوِّثة في الوفاء بالتزامات اتفاق باريس، ما يضع الدول النامية، ومنها المغرب، في خانة المتضرر الذي يدفع “ضريبة الكربون” و”ضريبة العدالة المناخية”. وتكتسب أهمية خاصة هنا المساءلة القانونية عبر الرأي الاستشاري لمحكمة لاهاي بشأن تعويض الدول المتأثرة بموجات الحر والفيضانات والجفاف.


آثار ممتدة وحلول تكيّف عاجلة تتمدّد الكلفة عبر المحاصيل الزراعية وصحة الإنسان والتنوع البيولوجي، فيما يُسرّع الحر من تبخّر المخزون المائي صيفاً ويعمّق الشح، مهدِّداً الأمن والسيادة المائية للبلاد. ويؤكد العيسات أن الحفاظ الصارم على الموارد المائية بات أولوية للشرب والقطاع الفلاحي معاً. في السياق ذاته، يشير الخبير المناخي علي شرود إلى أن وتيرة ارتفاع الحرارة هذا الموسم كانت تصاعدية، ما يرفع احتمالات اندلاع حرائق الغابات، خصوصاً عند اقتران الحر بتيارات هوائية قوية. وتقتضي اللحظة تعزيز شبكات الإنذار المبكر، وترشيد مياه الري والشرب، وحماية الغطاء الغابوي، وتحسين تجهيزات التبريد في المدن وأماكن العمل، مع دعم الفلاحين الصغار وحزم وقاية صحية للفئات الهشة، بالتوازي مع دبلوماسية مناخية تدافع عن حق المغرب في التعويض والتمويل العادل.


بقلم :أحمد الروداني عن جريدة أخبار تارودانت akhbar taroudant


كلمات مفتاحية: المغرب، موجات حر، الشرقي، الاحتباس الحراري، الشح المائي، الأمن المائي، السيادة المائية، فيضانات صيفية، حرائق الغابات، اتفاقية باريس، محكمة لاهاي، ابن جرير، بني ملال، زاكورة، التنمية المستدامة.



هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات