صرخة ليمونة سوس المنسية
هوارة تشيّع رمزها الأخضر
لأكثر من جيل، استقبل تمثال الليمونة العملاق الزوار عند مدخل سبت الكردان، شامخاً كشاهد حي على هوية منطقة هوارة الزراعية. لم يكن مجرد قطعة فنية، بل تجسيداً لـ "ليتشين" – الليمون الحامض الذي طالما نضح به أرض سوس، وعصب الحياة الاقتصادية والثقافية لأهل هوارة. اختفاء هذا الرمز المادي ليس إلا صدى لاختفاء أكبر: إعدام بساتين الليمون نفسها من جذورها.
مغرب أخضر... وليمونة سوداء
تحت شعارات "المغرب الأخضر"، حلّت سياسات زراعية لم تراعِ الخصوصية المحلية. أجبرت على استبدال أشجار الليمون المعمّرة، المقاومة للجفاف والمتجذرة في التاريخ والتربة، بأنواع أخرى كالصبار والخروب، بحجة الربحية القصيرة. كانت النتيجة كارثية: تجريف لإرث زراعي متوارث، تدهور للتنوع البيولوجي، ومحو لمشهد طبيعي كان مصدر فخر. السؤال المحرق: من يحاسب على تشويه هوية منطقة وتاريخها؟ هل هو تقصير في التخطيط، أم تجاهل صارخ لصوت المجتمعات المحلية وأعرافها الزراعية؟
الرمز المادي ذاب، وشجرة الليمون جُتثت، لكن جرح الهوية في هوارة باقٍ. تعويض هذا الرمز التاريخي ليس ترفاً، بل واجب لإصلاح ظلم لحق بالأرض والإنسان. آن الأوان لاستعادة "ليتشين سوس" قبل أن يصير ذكرى يرويها القليلون بحسرة.
بقلم : اميمة عابيدي
عن جريدة تارودانت بريس 24 taroudant press
الكلمات المفتاحية:
رمز الليمونة هوارة - سبت الكردان - ليتشين سوس - إعدام شجر الليمون - برنامج المغرب الأخضر - هوارة تارودانت - تراث زراعي سوس - المسؤولية البيئية - رمز تاريخي - جريدة تارودانت بريس.