تالݣــجونت مـوسم الرمى 2023
بقلم: عزيز بن الفقيه
عن جريدة تارودانت 24 الالكترونية
موسم الرمى تالݣــجونت يعتبر مثالاً بارزاً للمواسم الثقافية والشعبية التي تزخر بها المملكة المغربية. يمارس هذا الموسم في مناطق مختلفة من البلاد، ولكن في جماعة تالݣـجونـت يتميز بلمسة فريدة تميزه عن باقي المناطق. إنه موروث ثقافي عريق تم تداوله عبر الأجيال، حتى وصلت إلينا اليوم. والجميل في هذا الموسم أنه يحمل تقاليد وعادات خاصة تميز تالݣــجونت.
"الرماء" أو "الرمى" أو "الرماة" بالعربية الفصحى، كلها تعبر عن مفهوم واحد وهو الرمي وفاعله الرامي وجمعه الرماة. ومن هنا جاء تسمية موسم تالݣجونت بـ "الرما" أو "الرماء". يُعد هذا الموسم من أقدم وأعرق المواسم في المنطقة. لا يمكن لأحد من كبار السن في المنطقة تحديد تاريخ دقيق لبدايته، فهو موروث تم توريثه من جيل إلى جيل، ومن خلال الأجداد والآباء. لذا، يعتبر موسم "الرماء" من أقدم المواسم في المنطقة عامةً وفي سوس على وجه الخصوص.
من المعروف أن موسم الرماء ليس مجرد تجمع لسكان تالݣـجونـت فقط، بل هو فرصة ومساحة ثقافية تهدف إلى بناء جسور التواصل بين شتى الطوائف في المجتمع. كما يمكن من خلاله التعرف على تراث ثقافي آخر يتجاوز حدود المنطقة. ولا شك أن اندماج الشباب في هذا الموسم أمر ضروري للحفاظ على استمراريته ونقله من جيل إلى جيل. وتأتي الدور الكبير لمجلس جماعة تالݣـجونـت في السنوات الأخيرة كداعم رئيسي لهذه التظاهرة الثقافية الموروثة، بهدف ضمان استدامتها كما ذكرنا سابقاً. نحن نرسل تحية تقدير للمجلس الترابي لتالݣـجونـت على جميع مستوياته، ونود أن نشكر بخصوصية الأستاذ عبد المالك باژي، بطل التنمية في المنطقة، فهو يعتبر داعمًا أساسيًا لهذه التظاهرة. كما لا يجب أن ننسى الجمعيات المدنية الفعالة التي تساهم في نجاح الموسم.
في الختام، يجب أن نتأمل في أهمية موسم الرمى تالݣــجونت ودوره في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التواصل بين الأجيال وبين مناطق مختلفة. لقد أثبت هذا الموسم أنه ليس مجرد فعالية محلية، بل هو تجربة تعبر عن جوهر التلاقي والتنوع الثقافي في المجتمع.
