📁 آخر الأخبار

رواية "من خشب وطين": رحلة إبراهيم إلى التحرر والتجديد

رواية "من خشب وطين": رحلة إبراهيم إلى التحرر والتجديد

 رواية "من خشب وطين": رحلة إبراهيم إلى التحرر والتجديد

بقلم: عزيز بن الفقيه


منذ القدم، اعتبرت الكتابة فنًا مجادلًا مشروعًا للحياة، حيث يحيا الكاتب بين الكلمات والأحرف، يرسم عوالمه وفقًا لخياله الخصب. وفي رواية "من خشب وطين" للأديب محمد الأشعري، يسرد الكاتب حكاية إبراهيم، الذي اتخذ قرارًا جريئًا بتغيير حياته الرتيبة والعيش في الغابة.


تتكون الرواية من ثلاثة فصول ترصد لحظاتٍ من حياة إبراهيم، موظفٍ في أحد البنوك، الذي يشعر بحُلمٍ يتقاذفه واقعٌ مُرهِق. تأتي قراراته الجريئة كخطوة للتحرر من روتين الحياة في المدينة والاستعانة بروح الطبيعة النابضة بالحياة في الغابة.


يحمل الانتقال من الحياة في المدينة إلى الحياة في الغابة تحولاتٍ أليغورية ومأساوية في آنٍ معًا. تصوّر الرواية رحلة إبراهيم كرحلةٍ رمزيةٍ لتجديد الذات والعودة إلى جذور البشرية. ففي هذا الغاب الكثيف، يتعلم إبراهيم معاني الحرية والانفتاح على تجارب جديدة تعزز رؤيته للحياة.


تحاكي الرواية مشوار إبراهيم في البحث عن التحرر من روابط الوهم والتكيف مع تغيرات العالم من حوله. تصطحبنا الأحداث إلى عالم من الفلسفة العميقة، حيث يبحث إبراهيم عن الإجابات على أسئلته الكبيرة حول الحياة والوجود. يعبّر الكاتب من خلال رحلة البطل عن رؤيته الهجائية والساخرة للحياة وأحوال الإنسان.


باستخدام مفرداته المميزة، يصور محمد الأشعري الانشطار بين الأحداث والانفعالات ليخلق واقعًا خاصًا بروح هجائية تسرد تفاصيل ممتعة ومثيرة. تعكس الرواية تفاصيل الروح البشرية وأحاسيسها المتداخلة، وهكذا تصبح "من خشب وطين" قصة حياة تلامس القلوب وتحاكي العقول.


في الختام، تقف رواية "من خشب وطين" كشاهدٍ على فلسفة الحياة وتجارب البشر. تمنحنا هذه الرواية النظرة إلى أبعاد جديدة للكتابة والإبداع، حيث يتلاقى الحقيقي بالخيال، ويحاكي الواقع بالروحانيات. إنها مغامرة أدبية لا تُنسى ترسم معالم الإنسان الحر الباحث عن ذاته في هذا الكون الواسع.



بقلم: عزيز بن الفقيه

المصدر: عن جريدة تارودانت 24 الإلكترونية.





تعليقات