رداءة البنيات وغياب التجهيزات يثيران تذمر تجزئة سكنية بمدينة مارتيل
“المزوق من برا اش خبارك من الداخل” مثل شعبي ينطق بلسان حال ساكنة حي تجزئة أم كلثوم الواقعة ضمن المجال الترابي لجماعة مارتيل؛ فوراء زرقة السماء تتراءى للوافد منازل وتجزئات سكنية شيدت حديثا، وكلما اقتربَ الزائر من الحي أكثرَ يتجلى البؤس في أقصى مظاهره: طرق محفرة، وأزقة مُتربة، باصمة على تهميش يطال البنية التحتية بالمدينة الساحلية.
ما إن يدلف المرء إلى مارتيل حتى تستقبله رائحة كريهة منبعثة من قنوات المياه العادمة، ووراء المساكن المشيدة حديثا تتوارى معاناة يومية تخطها أقدام ساكنة تجزئة أم كلثوم وسط الغبار والأتربة، وهي علامة كافية لمعرفة أن الأمور ليست على ما يرام على الأقل من الناحية الشكلية.
تشكل البنية التحتية أحد أبرز الاختصاصات الموكولة إلى المجالس الجماعية المحلية، نظرا لما يكتسيه الأمر من أهمية بالنسبة إلى المواطن والمجتمع على حد سواء؛ غير أن رداءة البنية التحتية تشكل مشكلا عويصا، تجعل مارتيل تتخبط في مشاكل أكبر من الحيز الترابي الذي تشغله.
“الساكنة تعاني إضافة إلى ضعف التجهيزات الأساسية من اهتراء الشبكة الطرقية، وغياب مرافق عمومية حيوية من قبيل مركز صحي وملحقة إدارية ومركز للأمن وغير ذلك من المنشآت القادرة على تخليص ساكنة تجزئة أم كلثوم من معاناة سيزيفية”، قال الزبير المنيوي، رئيس جمعية تجزئة أم كلثوم.
وأضاف المنيوي، في تصريح لهسبريس، أن التجزئة تفتقد لأبسط ظروف العيش الكريم، مشيرا إلى غياب وسائل نقل تؤمن الربط داخلها بسبب ضعف شبكة الطرق وانتشار الحفر، موردا أن سائقي سيارات الأجرة يتحاشون المرور من التجمع السكاني رفقا بمركباتهم.
واستحضر المتحدث نفسه لقاءات مع ممثل السلطة المحلية ومراسلات إلى رئيس المجلس الجماعي مراد منيول لم تجد آذانا صاغية، مؤكدا أن معاناة الساكنة تزداد حدة بحلول موسم الأمطار حيث تتحول الأزقة إلى ضايات من الأوحال وبرك مائية نتنة.
وسط تجزئة أم كلثوم وخلف عمارات متناسقة الطول والطلاء تمتد على طول شارع حديث النشأة، يبدو المشهد مألوفا؛ لكن سرعان ما تقع عين الزائر على فضاء يشبه منظره من الأعلى حيا موحشا ومنكوبا في إحدى القرى المنسية وراء جبال الأطلس.
جولة واحدة بتجزئة أم كلثوم لا تكفي الزائر لمعرفة حجم المعاناة؛ فالفوضى العارمة هي السمة الأساسية والعنوان البارز للمشهد العام هنا، أينما وليت وجهك ترى الفوضى، وكلما توغل الزائر، يزداد حجم البؤس، وتزداد الأمور سوءا.
وطالب رئيسُ جمعية تجزئة أم كلثوم رئيسَ المجلس الجماعي لمرتيل وجميع المتدخلين بضرورة التعاطي مع مشاكل الساكنة ومحاربة الفوارق المجالية داخل تراب الجماعة نفسها، عبر مباشرة مشاريع بالأحياء ناقصة التجهيز ضمانا لحقها في التنمية المنشودة والرقي بالحي والنهوض بأوضاع عيش المواطنين.
وحرصا منها على نيل رأي الطرف الآخر، تواصلت هسبريس مع مراد منيول، رئيس مجلس جماعة مارتيل، الذي وعد بتقديم توضيح في الموضوع؛ غير أنه لم يف بالوعد الذي قدمه.