أبراج تارودانت التاريخية.. دعوة لترميم شامل ومسؤولية مشتركة لحفظ الذاكرة التراثية
تُشكل أبراج مدينة تارودانت أحد أبرز المعالم التاريخية التي لا تزال تشهد على عظمة المدينة العتيقة، كونها جزءاً أصيلاً من أسوارها الشهيرة التي أكسبتها لقب "متحف مفتوح". وتكمن أهمية هذه الأبراج في دورها الدفاعي التاريخي، إلى جانب قيمتها الجمالية والمعمارية التي تعكس براعة الصناع التقليديين المحليين وأساليب البناء الأصيلة.
ورغم الترميمات المتفرقة التي شهدتها بعض الأبراج خلال السنوات الماضية، فإن السؤال حول عودتها إلى سابق عهدها يظل قائماً، إذ يتطلب ذلك رؤية شاملة تتجاوز الإصلاحات الظرفية، وترتكز على ترميم علمي مدعوم بدراسات تاريخية دقيقة، مع استخدام مواد وتقنيات تتوافق مع الطابع الأصلي للمعلمة. وعلمت جريدة تارودانت بريس الإخبارية أن الحفاظ على هذه الأبراج يفرض مسؤولية مشتركة بين عدة جهات، منها عمالة الإقليم كمشرفة على المشاريع الكبرى وحامية للموروث العمراني، والمجلس الجماعي المكلف بصيانة المرافق التراثية وتحسين محيطها، إلى جانب مندوبية السياحة التي يمكنها استثمار هذه المعالم في تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة من خلال مشاريع التثمين والترويج.
إن الاعتناء بأبراج تارودانت ليس مجرد إعادة بناء حجارة، بل هو حفظ للذاكرة الجماعية للمدينة، وضمان لاستمرارية هويتها التاريخية أمام تحديات الزمن. ويبقى التعاون المؤسساتي وتوحيد الجهود السبيل الأمثل لإعادة إشعاع هذه المعالم كما كانت عبر القرون.
