شاومي تحذر من ارتفاع أسعار الهواتف الذكية في 2026 بسبب أزمة شرائح الذاكرة
أعلنت شركة "شاومي" الصينية، أحد أبرز اللاعبين في سوق الهواتف الذكية عالميًا، عن توقعاتها بارتفاع ملحوظ في أسعار أجهزتها خلال العام المقبل، نتيجة لنقص حاد متوقع في شرائح الذاكرة، التي تُعد مكونًا أساسيًا في الإلكترونيات الحديثة. ويأتي هذا التحذير في سياق ضغوط تزداد حدة على سلاسل التوريد العالمية، مدفوعة بطلب هائل على هذه الشرائح لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
وقال لو ويبينغ، رئيس الشركة، خلال اتصال هاتفي مع الصحافيين عقب إعلان نتائج الربع الثالث من العام المالي، إن "شاومي" قد وقعت اتفاقيات طويلة الأمد لتأمين إمداداتها من شرائح الذاكرة لعام 2026، لكنها ستضطر إلى نقل الارتفاع المتوقع في تكاليف هذه المكونات إلى أسعار منتجاتها النهائية. وأضاف ويبينغ أن الدورة الحالية من النقص "قد تكون أكثر حدة وأطول أمدًا" مقارنة بالأزمات السابقة، مشيرًا إلى أن آثار هذه الضغوط بدأت تظهر بالفعل في تسعير سلسلة "شاومي 17"، التي أُطلقت مؤخرًا لمنافسة هواتف "أبل" الفاخرة.
وتعزز هذه التحذيرات إعلان "شركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية" (SMIC) الصينية، قبل أسبوع، عن مخاوفها من أن يؤدي نقص شرائح الذاكرة إلى تعطيل إنتاج السيارات والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في 2026. ويعود السبب الجذري لهذا النقص إلى تصاعد الطلب العالمي على الشرائح المتقدمة، خاصة لتشغيل مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما دفع مصنعين كبارًا مثل "إس كيه هاينكس" و"سامسونغ إلكترونيكس" إلى إعادة توجيه إنتاجهم نحو عملاء كبار مثل "نفيديا"، على حساب الشرائح المتوسطة والمنخفضة المستخدمة في الهواتف الذكية.
كشفت جريدة تارودانت بريس الإخبارية، في تحقيقها حول تداعيات أزمة الشرائح على الأسواق العالمية، أن هذه الضغوط قد تؤثر ليس فقط على أسعار الهواتف، بل أيضًا على مواصفاتها، حيث يتوقع بعض الشركات مثل "أوبو" و"فيفو" تأجيل مشترياتها للشرائح بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار، الذي قد يصل إلى 15-20% في الربع الرابع من 2025. وأشارت التحقيق إلى أن مخزون الشركات المصنعة حاليًا أقل من شهرين، مما يعزز من مخاوف عدم الاستقرار في التسعير.
رغم هذه التحديات، أعلنت "شاومي" عن نتائج مالية إيجابية تفوق التوقعات للربع الثالث، مع تحول قطاع السيارات الكهربائية التابع لها إلى ربحية لأول مرة، محققًا أرباحًا تشغيلية بلغت 700 مليون يوان صيني. وفي الوقت نفسه، تسعى الشركة إلى تعزيز هواتفها بقيمة مضافة أعلى، مع التركيز على الفئة الفاخرة لمواجهة المنافسة الشديدة، إلا أن ارتفاع تكاليف الذاكرة قد يجبرها على تعديل استراتيجياتها للحفاظ على هوامش الربح.