تسييس الجمعيات في أولاد برحيل.. بين خدمة المواطن وخدمة الأجندات
تعاني مدينة أولاد برحيل، كما هو الحال في مدن مغربية عديدة، من ظاهرة تسييس العمل الجمعوي، وهي ظاهرة تُفرغ الجمعيات من مضمونها الحقيقي وتحوّلها، في بعض الأحيان، إلى أدوات سياسية وانتخابية أكثر منها فضاءات للتطوع وخدمة المجتمع.
الجمعيات.. من التطوع إلى السياسة
من المفترض أن تكون الجمعيات رافعة أساسية للتنمية المحلية، عبر مبادرات اجتماعية وثقافية ورياضية تستجيب لحاجيات الساكنة، وتسدّ بعض الفراغات التي قد لا تستطيع المؤسسات العمومية تغطيتها. غير أن الواقع في عدد من الحالات يظهر العكس: جمعيات تنشط فقط في أوقات محددة، وتستغل مواردها المادية والبشرية لخدمة مصالح شخصية أو حسابات انتخابية ضيقة.
انعكاسات سلبية على الثقة والتنمية
هذا التوجه نحو تسييس العمل الجمعوي أدى إلى فقدان الثقة لدى المواطنين في الجمعيات، بعدما صار يُنظر إليها كامتداد للأحزاب أو كواجهة لمصالح ضيقة. وهو ما انعكس سلبا على صورة المجتمع المدني، وأضعف دوره في الدينامية التنموية التي تحتاجها المدينة.
فأولاد برحيل، التي تزخر بطاقات شبابية وثقافية ورياضية مهمة، تحتاج إلى جمعيات فاعلة تعمل بمنطق المصلحة العامة لا بمنطق الولاء السياسي.
الحاجة إلى استقلالية وشفافية
إن مواجهة هذه الظاهرة تقتضي فصل العمل الجمعوي عن الصراع السياسي، والالتزام بمبادئ الشفافية والحكامة الجيدة، مع تعزيز التعاون بين مختلف مكونات المجتمع المدني، والحرص على أن تكون الأنشطة موجهة أساسا لخدمة الساكنة المحلية.
استرجاع الروح التطوعية
يبقى الرهان الأكبر هو استرجاع الروح التطوعية الأصيلة التي قامت عليها الجمعيات منذ البداية، وجعلها فضاء للنقاش والتأطير والمبادرات المواطنة، بدل أن تتحول إلى أداة للارتقاء السياسي أو لتمرير مصالح خاصة.
🔗 للمزيد من الأخبار والتحليلات: Taroudant24 - جريدة تارودانت 24 الإخبارية
