📁 آخر الأخبار

رحيل مؤلم للفنان الكبير عبد القادر مطاع، أحد أعمدة الفن المغربي وأيقونة التمثيل الصادق.

رحيل مؤلم للفنان الكبير عبد القادر مطاع، أحد أعمدة الفن المغربي وأيقونة التمثيل الصادق.

كشفت جريدة تارودانت بريس الإخبارية أن الساحة الفنية المغربية فقدت، أمس الثلاثاء، واحدًا من أبرز رموزها الفنية، بوفاة الممثل القدير عبد القادر مطاع، الذي رحل تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ثريًا ومسارًا حافلًا بالعطاء والإبداع في المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون.

كان الراحل مطاع، المولود سنة 1940 بدرب السلطان في الدار البيضاء، مثالًا للفنان الصادق الذي جعل من الفن رسالة إنسانية، ومن الإخلاص في الأداء جوهرًا لمهنته. نشأ في ظروف قاسية بعد وفاة والده، حيث تكفلت والدته بتربيته رغم ضيق الحال، فشبّ عبد القادر على حب الكفاح والعمل والاعتماد على الذات.

اضطر مطاع إلى ترك الدراسة مبكرًا ليساهم في إعالة أسرته، متنقلًا بين مهن متعددة مثل النجارة وإصلاح الدراجات وبيع الخضر، وهي تجارب منحته حسًّا واقعيًا انعكس لاحقًا في أدائه الصادق والمقنع. غير أن حبه للفن بدأ في الكشافة والمخيمات الصيفية، حيث أظهر موهبة طبيعية في التمثيل، لتكون تلك البداية لمسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن.

بدأ مشواره الفني الحقيقي في مطلع الستينيات عبر مسرحية "الصحافة المزورة" إلى جانب الفنان الراحل محمد الخلفي، قبل أن ينضم إلى فرقة المعمورة للمسرح، حيث تألق إلى جانب كبار الممثلين المغاربة. على خشبة المسرح، برع في أعمال خالدة مثل "أمجاد محمد الثالث" و*"سيدي عبد الرحمان المجدوب"*.

في السينما، تألق في أفلام بارزة أبرزها "وشمة" للمخرج حميد بناني، الذي حصد جوائز دولية واعتُبر من علامات السينما المغربية الحديثة. أما على الشاشة الصغيرة، فقد بصم الراحل ذاكرة المغاربة بدوره الشهير الطاهر بلفرياط في مسلسل "خمسة وخميس", الذي تحول إلى إحدى أكثر الشخصيات المحبوبة في الدراما الوطنية، إلى جانب مشاركته في أعمال خالدة مثل "ذئاب في الدائرة"، "ميلود ورابحة"، "الربيب" و*"عنداك أ ميلود"*.

كما ترك الراحل بصمته في الإذاعة، إذ كان أحد أبرز أصوات الفرقة الوطنية للتمثيل الإذاعي، وشارك في مئات الأعمال، وكان أيضًا أول صوت مغربي سُمع عبر إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية من باريس سنة 1980.

في سنواته الأخيرة، ابتعد عبد القادر مطاع عن الأضواء بسبب معاناته من أزمات صحية متكررة وفقدان البصر، لكنه ظل حاضرًا في وجدان المغاربة الذين حفظوا له مكانة خاصة في قلوبهم.

برحيل عبد القادر مطاع، يطوي المغرب صفحة من تاريخه الفني المشرق، تاركًا وراءه سيرة إنسان وفنان كبير آمن بأن الفن مسؤولية ورسالة، وبأن الصدق هو الطريق الأقصر إلى قلوب الناس.


📰 الملخص:

وفاة الفنان المغربي الكبير عبد القادر مطاع عن عمر يناهز 85 عامًا، بعد مسيرة فنية تجاوزت نصف قرن في المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، تميزت بالصدق والعطاء والإبداع.

 

تعليقات