جمعية البويبات بإنشادن.. نموذج رائد في التنمية والتضامن
بقلم : محمد البهجة عن جريدة taroudantpress.com - جريدة تارودانت بريس 24 الإخباريةمقدمة
تواصل جمعية البويبات للتنمية والتربية والتضامن بجماعة إنشادن، إقليم اشتوكة آيت باها، مسارها كواحدة من أبرز التجارب الجمعوية الرائدة في المغرب. فقد استطاعت بفضل رؤية تنموية شاملة وروح تضامنية متجذرة أن تجمع بين التعليم، الصحة، البنية التحتية، التمكين الاجتماعي، إضافة إلى الأنشطة الرياضية والثقافية، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في العمل التنموي المتكامل.
رؤية تنموية بروح تضامنية
منذ تأسيسها، رفعت الجمعية شعار "التنمية من أجل الإنسان"، حيث لم تقتصر تدخلاتها على قطاع محدد، بل تبنت مقاربة شمولية تستجيب لخصوصيات العالم القروي وحاجيات الساكنة في مختلف المجالات. هذه الرؤية جعلتها تحظى بتقدير واسع من طرف السكان المحليين والمهتمين بالشأن التنموي.
إدارة محكمة وتمويل ذاتي مستدام
طاقم متفرغ لخدمة التنمية
تشغل الجمعية 23 مستخدمًا، بينهم 6 نساء، ما يعكس انفتاحها على مقاربة النوع الاجتماعي.
مصاريف منتظمة تعكس الاستمرارية
تتحمل الجمعية تكاليف شهرية تتجاوز 11 مليون سنتيم، تشمل الأجور، التأمينات الاجتماعية، مصاريف التسيير واللوجستيك. هذا الالتزام المالي يعكس قدرة كبيرة على التدبير الرشيد وضمان الاستمرارية رغم محدودية الموارد.
التعليم في صلب الأولويات
تولي الجمعية أهمية قصوى لمجال التعليم، إذ تستهدف برامجها الأطفال والشباب في مختلف المستويات، مع توفير الدعم المدرسي، التكوين المستمر، ومبادرات محاربة الهدر المدرسي. هذه الجهود جعلت من جمعية البويبات مرجعًا في مجال تعزيز الحق في التعليم بالعالم القروي.
أثر اجتماعي يتجاوز الحدود
بفضل تفاعلها الدائم مع الساكنة، تمكنت الجمعية من لعب دور محوري في إدماج الفئات الهشة عبر مبادرات اجتماعية متنوعة، من بينها دعم النساء في وضعية صعبة، توفير خدمات صحية أساسية، إلى جانب مشاريع للبنية التحتية تساهم في تحسين ظروف العيش.
قراءة تحليلية
نجاح جمعية البويبات لا يقتصر على حجم الأنشطة أو الموارد المالية، بل يكمن أساسًا في التدبير التشاركي والقدرة على خلق توازن بين حاجيات السكان وإمكانات الجمعية. هذا النموذج يعكس كيف يمكن للمجتمع المدني أن يكون فاعلًا رئيسيًا في التنمية المحلية، في وقت ما تزال فيه العديد من المناطق القروية في حاجة لمثل هذه المبادرات.
خاتمة
أثبتت جمعية البويبات بجماعة إنشادن أنها ليست مجرد إطار جمعوي تقليدي، بل نموذج حيّ للعمل التنموي والتضامني المستدام. وبفضل التزامها الميداني وتدبيرها الرشيد، تواصل كتابة قصة نجاح تستحق أن تُستنسخ في باقي ربوع المغرب.
كلمات مفتاحية مقترحة:
جمعية البويبات، إنشادن، إقليم اشتوكة آيت باها، التنمية المحلية، التعليم القروي، العمل الجمعوي، التضامن الاجتماعي، المجتمع المدني.