📁 آخر الأخبار

دار الدباغة بتارودانت: إرث تاريخي مهدد بالاندثار بقلم : عبد العزيز أبوالرحيم عن جريدة taroudantpress 24 - جريدة تارودانت بريس 24 الإخبارية

دار الدباغة بتارودانت: إرث تاريخي مهدد بالاندثار  بقلم : عبد العزيز أبوالرحيم عن جريدة taroudantpress 24 - جريدة تارودانت بريس 24 الإخبارية

دار الدباغة بتارودانت: إرث تاريخي مهدد بالاندثار

بقلم : عبد العزيز أبوالرحيم عن جريدة taroudantpress 24 - جريدة تارودانت بريس 24 الإخبارية

مقدمة

تعتبر دار الدباغة بتارودانت، المعروفة محلياً باسم "دار الدْباغ"، من أبرز المعالم الحرفية التقليدية التي تعكس الهوية الثقافية والمهنية للمدينة. هذا الفضاء التاريخي الذي تُعالج فيه الجلود بمواد طبيعية، أصبح اليوم مهدداً بالاندثار، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الموروث الحرفي والحفاظ على ذاكرة المدينة الاقتصادية والاجتماعية.

تاريخ دار الدباغة

جذور قديمة في التاريخ

تشير الوثائق التاريخية إلى أن مهنة الدباغة بتارودانت قديمة العهد، حيث ذُكرت دار للدباغة في وثائق الأحباس عام 1022هـ/1613م، وكانت تعتمد على معصرة يحيى والطالب تحت فندق الديوان غرب جنان بن يرة. هذا يعكس أن الدباغة لم تكن نشاطاً هامشياً، بل جزءاً أساسياً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمدينة منذ العصر السعدي.

القرن العشرين وازدهار الحرفة

الدار التي عاصرها كبار السن في تارودانت، والمتمركزة بساحة أساراك أوراغ، كان بابها الجنوبي يفتح قرب المدخل الغربي للسوق الكبير، بجوار بئر حاسي أساراك الشهيرة. منتصف القرن العشرين، احتضنت الدار أكثر من 70 دباغاً محترفاً، فضلاً عن تواجد حوانيت حبسية و"مصاري" و"تربيعة" مركزية، مما جعلها فضاءً مهنياً متكاملاً.

التحديات الراهنة

تراجع المهنة وتهديد الإرث

مع تطور المدينة وتغير أنماط الاستهلاك، شهدت دار الدباغة تراجعاً تدريجياً في النشاط، ما يهدد استمرار الحرفة التقليدية. الحرفيون الشباب يبتعدون عن المهنة بسبب قلة الدعم وغياب الترويج للمنتوجات التقليدية في الأسواق الحديثة.

تأثير العولمة والتقنيات الحديثة

استخدام الجلود المصنعة صناعياً والتغير في الأسواق المحلية قلل من الطلب على المنتجات التقليدية، بينما تواجه الدار تحديات في الحفاظ على المواد الطبيعية والأساليب التقليدية، ما يجعلها مهددة بالاندثار إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

تحليل سياقي

يُعد الحفاظ على دار الدباغة ضرورة ثقافية واقتصادية، فهي ليست مجرد فضاء مهني، بل تراث حي يعكس تاريخ تارودانت وحرفها التقليدية. دعم الحرفيين، إنشاء معارض للمنتوجات التقليدية، وتشجيع السياحة الثقافية، يمكن أن يساهم في إعادة الحياة لهذه الدار وحماية إرث المدينة من الضياع.

خاتمة

دار الدباغة بتارودانت رمز للتاريخ المهني والهوية الثقافية للمدينة. المحافظة عليها وتعزيز مكانتها يحتاج إلى استراتيجية شاملة تشمل دعم الحرفيين، الترويج للمنتوج التقليدي، وحماية الفضاء التاريخي لضمان استمرار هذا الإرث للأجيال القادمة.


كلمات مفتاحية مقترحة:

  • دار الدباغة تارودانت

  • التراث الحرفي المغربي

  • الحرف التقليدية

  • الحرفيون بتارودانت

  • حماية التراث

  • صناعة الجلود التقليدية

  • الإرث الثقافي المغربي

  • سوق الجلود التاريخية



هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات