الصحافة بين القلم والمشاهير: قراءة في تحولات المهنة
- بقلم : عبد العزيز أبوالرحيم عن جريدة taroudantpress 24 - جريدة تارودانت بريس 24 الإخبارية -
في زمن تغيرت فيه وسائل الإعلام وتطورت المنصات الرقمية، برزت تحديات جديدة أمام الصحافة التقليدية. أصبح القلم، وليس العدسة أو الميكروفون، تاج الصحفي، فيما صار عرش المهنة مرتبطًا بما يكتبه ويحلل، وليس بأخذ تصريحات سطحية أو التواجد في موائد الأنشطة والملتقيات.
الصحافة بين الماضي والحاضر
في الماضي، كان الصحفيون يعتمدون على المكاتب والأوراق، يكتبون وينقلون الأخبار بدقة ومهنية. لكن مع ظهور توجه "الناس تشاهد ولا تقرأ"، تحول دور الكثيرين إلى مجرد ميكروفونات توضع أمام المشاهير لتغطية نشاطاتهم، وأصبح نجاح التغطية مرتبطًا بعلامة الموقع أو القناة أكثر من مضمون الخبر نفسه.
صعود المؤثرين في الإعلام الرقمي
وسط هذا المشهد، برز ما يسمى بالمؤثرين، الذين يعملون وفق نفس المرجعيات الصحفية، لكن برؤية مختلفة. هؤلاء لا يقفون خلف ميكروفونات ليأخذوا تصريحات، بل هم من يقدمون التعليقات والتحليلات ويقدمون الأخبار بطريقة جذابة. الناجحون منهم يمارسون الصحافة الاستقصائية، يعتمدون على المعطيات والأرقام والإحصائيات، ليقدموا محتوى ذا قيمة حقيقية.
الصحافة المهنية وموانع الحصول على البطاقة
واجه بعض الكتاب والممارسين للصحافة موانع للحصول على البطاقة المهنية، خاصة مع تحول الصحافة من مهنة ملكة صاحبة الجلالة إلى مهنة رسمية. هذا الوضع دفع البعض إلى البحث عن أساليب بديلة لممارسة الصحافة، مع الحفاظ على مصداقية المعلومة وأهمية التحليل في نقل الأخبار.
السياق والتحليل
تحولات الصحافة التقليدية نحو الإعلام الرقمي والمؤثرين تمثل فرصة وتحديًا في آن واحد. الفرصة تكمن في الوصول السريع للجمهور الكبير، بينما التحدي يكمن في الحفاظ على المهنية والموضوعية، خاصة مع انتشار المحتوى السطحي الذي يركز على الشهرة بدل القيمة الصحفية.
الخاتمة
الصحافة اليوم بين القلم والمشاهير، بين المهنية والسطحية، وبين التقليد والابتكار. النجاح الحقيقي يرتبط بالقدرة على الجمع بين التحليل الدقيق والمعلومة الموثوقة، مع التكيف مع أساليب الإعلام الرقمي دون فقدان الجوهر الصحفي.
الكلمات المفتاحية المقترحة:
الصحافة المغربية، الإعلام الرقمي، المؤثرون، الصحافة الاستقصائية، البطاقة المهنية، تحولات الإعلام، المهنية الصحفية، التحليل الإعلامي