أگديطال.. لغز التوسع السريع ومصير الصحة العمومية
بقلم: [ "هيئة التحرير"] عن جريدة taroudantpress.com – جريدة تارودانت بريس 24 الإخبارية
خلال سنوات قليلة فقط، تحولت أگديطال (Akdital) إلى واحدة من أكبر الشبكات الصحية الخاصة في المغرب، موزعة عبر كبريات المدن، ومجهزة باستثمارات ضخمة. هذا الصعود السريع يطرح أكثر من علامة استفهام حول مصدر التمويل، غياب المنافسة، وتأثيره المباشر على القطاع الصحي العمومي. فهل نحن أمام قصة نجاح استثماري محض، أم أن وراء الأمر مخططاً لإعادة تشكيل خريطة الصحة بالمغرب؟
من الخوصصة إلى صعود أگديطال
بدأت ملامح التغيير في عهد حكومة بنكيران مع تسريع وتيرة الخوصصة في قطاع الصحة. هذه البيئة القانونية والتنظيمية شكلت أرضية خصبة لظهور أگديطال كلاعب رئيسي، حيث توسعت الشركة بسرعة فائقة في مدن مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش وأكادير.
لكن السؤال المحير: كيف لشركة فتية أن تضخ استثمارات بهذا الحجم في فترة وجيزة؟
تمويل ضخم وشبه غياب للمنافسة
رسمياً، تقول أگديطال إن توسعها مبني على قروض بنكية وشراكات استثمارية. لكن حجم الإنفاق وسرعة التوسع يوحيان بوجود شبكة مصالح وازنة خلف الستار.
الأكثر إثارة هو شبه غياب منافسين في سوق المصحات الخاصة، وكأن المجال مفتوح حصرياً أمام أگديطال. هل يتعلق الأمر بقوة نفوذ الشركة أم بتفويض غير معلن لتكون الفاعل الأول في القطاع؟
علاقة ملف التازي بالمعادلة
لا يمكن تجاهل قضية الدكتور التازي، الجراح التجميلي الشهير الذي تمت متابعته بتهم ثقيلة. توقيت القضية جعل الكثيرين يربطون بين سقوط رمز في القطاع الخاص وصعود أگديطال في المقابل. لا دلائل مباشرة تربط بين الملفين، لكن التزامن يزيد من غموض المشهد.
نزيف الموارد البشرية من العمومي نحو الخاص
واحدة من أبرز التداعيات هي هجرة الأطباء والممرضين من المستشفيات العمومية إلى مؤسسات أگديطال. هذا النزيف جعل المواطن البسيط يصطدم بواقع مرير: مستشفى عمومي شبه فارغ من الكفاءات، مقابل قطاع خاص يستقطب أفضل الأطر.
وهنا يطرح السؤال: أليس هذا شكلاً من أشكال إضعاف الصحة العمومية بشكل ممنهج؟
هل نحن أمام مخطط لإنهاء المستشفى العمومي؟
تتردد فرضية أن الدولة نفسها قد تكون بصدد إعادة هيكلة قطاع الصحة بشكل غير معلن.
السيناريو يقول: إضعاف المستشفيات العمومية → تعزيز شبكات خاصة مثل أگديطال → دفع المواطنين إلى اللجوء للخاص باستعمال التأمين الإجباري (LAMO) → تمويل القطاع الخاص بأموال عمومية ومساهمات شخصية.
بكلمات أخرى، قد يكون الهدف النهائي هو إحلال القطاع الخاص مكان العمومي.
ما يجري مع أگديطال ليس مجرد استثمار عادي في قطاع حساس، بل هو مؤشر على تحول عميق في السياسة الصحية بالمغرب.
الأسئلة تبقى مفتوحة:
-
من يقف فعلاً وراء هاته الاستثمارات الضخمة؟
-
لماذا المنافسة شبه غائبة؟
-
وهل نحن بصدد دفن المستشفى العمومي لصالح نموذج صحي جديد، مؤدى عنه، يضع المواطن البسيط في وضع هش؟
إلى أن نجد أجوبة واضحة، سيبقى ملف أگديطال لغزاً مفتوحاً يثير الكثير من الشبهات.
🔑 الكلمات المفتاحية: أگديطال، الصحة العمومية، الخوصصة، المستشفيات، بنكيران، التازي، القطاع الخاص، لامو