📁 آخر الأخبار

هروب ناصر الجن.. زلزال يضرب قلب النظام الجزائري

هروب ناصر الجن.. زلزال يضرب قلب النظام الجزائري

هروب ناصر الجن.. زلزال يضرب قلب النظام الجزائري

في خطوة غير مسبوقة هزّت أركان النظام الجزائري، فرّ عبد القادر حداد، الملقب بـ«ناصر الجن» والرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI)، على متن قارب "حَرّاگة" نحو إسبانيا، حاملاً معه أسرار الدولة العميقة وصندوقها الأسود. هذا التطور المفاجئ أدخل السلطة في حالة استنفار قصوى، تجسدت في إغلاق العاصمة الجزائرية وعقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن.


فرار مثير عبر قارب "الحَرّاگة"

مصادر متطابقة أكدت أن ناصر الجن، الذي أُقيل في ماي الماضي، تمكن من مغادرة مكان احتجازه—سواء كان سجناً أو إقامة جبرية—رفقة مجموعة صغيرة من الضباط الموالين له، على متن قارب تقليدي للهجرة السرية. ورغم الغموض الذي يلف توقيت العملية، تُرجح المعطيات أنه صار فعلياً في مكان آمن بعيداً عن أعين السلطات الجزائرية.
بفضل شبكة علاقاته الواسعة، لم يكن تنظيم عملية الفرار أمراً مستعصياً عليه، خاصة أنه يمتلك عقارات ووثائق إقامة قانونية في إسبانيا، التي يعتبرها "أرضه الثانية".


ذعر في قمة السلطة

تسريب خبر الفرار أحدث صدمة عنيفة في هرم الدولة، حيث أغلقت العاصمة الجزائرية منذ فجر الخميس، وتم نشر حواجز أمنية وعسكرية في كل المنافذ الحيوية. كما شملت عمليات التمشيط الموانئ والمطارات والحدود البرية، خصوصاً مع المغرب.
بالموازاة مع ذلك، انعقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن، في إشارة واضحة إلى خطورة الملف بالنسبة للسلطة، التي تعتبر ناصر الجن "الفارّ الثمين" الذي يحمل في جعبته أسراراً حساسة قد تهدد استقرار النظام.


خلفيات شخصية مثيرة للجدل

منذ التسعينيات، ظل ناصر الجن فاعلاً مركزياً في الأحداث المفصلية بالجزائر. ارتبط اسمه أساساً بـ"العشرية السوداء"، حيث كان أحد أبرز مهندسي المجازر والانتهاكات التي حصدت أرواح المئات والآلاف.
كما جمعته علاقة متشابكة مع كبار قادة المؤسسة العسكرية، وعلى رأسهم السعيد شنقريحة، رئيس الأركان الحالي والرجل الأقوى في النظام، الذي يجد نفسه اليوم مهدداً بتسرب أسرار قاتلة قد تقلب موازين السلطة.


ارتباك داخل أجهزة الاستخبارات

الهروب يضع خلفه، الجنرال عبد القادر آيت وعرابي الملقب بـ"الجنرال حسن"، أمام تحديات معقدة: أزمة ثقة داخل الأجهزة الأمنية، خطر تسريب معلومات استراتيجية، ومسؤولية مطاردة رفيق الأمس وشريك المؤامرات القديمة داخل جهاز المخابرات تحت قيادة "توفيق".
الارتباك ليس جديداً؛ فمنذ سنوات يعاني النظام من اهتزاز في مراكز القرار، حيث تعاقب نحو عشرين مديراً على قيادة أجهزة الاستخبارات خلال خمس سنوات فقط.


دلالات وتداعيات

القضية تعكس مأزق السلطة الجزائرية التي فقدت شرعيتها الشعبية، فلجأت إلى القمع وتصفية الحسابات داخل صفوفها. وما كان بالأمس سلاحاً ضد الشعب—الإقامة الجبرية، السجون، التهجير—صار اليوم يطال رموز النظام نفسه، بعدما تحول "الحَريگ" من ظاهرة شبابية إلى خيار يلجأ إليه حتى كبار المسؤولين.
ويبقى السؤال المطروح: هل ينجح النظام في القبض على ناصر الجن قبل أن يصل إلى ملاذ آمن، أم أن الرجل سيكشف أسرار أربعة عقود من الدم والمؤامرات مقابل حماية خارجية؟


✍️ هيئة التحرير – تارودانت بريس 24



هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات