أولاد برحيل بين تكميم الأصوات وغياب ثقافة الحوار
في زمن يُفترض أن يكون فيه الرأي حقًا مكفولًا للجميع، يعيش سكان أولاد برحيل واقعًا مقلقًا، حيث تحوّل النقد إلى جريمة، والمعارضة إلى خيانة، والصمت إلى وسيلة للنجاة.
لقد بات واضحًا أن كل من يجرؤ على انتقاد المجلس البلدي أو رئيسه يجد نفسه في مواجهة حرب شرسة: تشويه للسمعة، إقصاء من الفضاءات العامة، وتكميم للأفواه. في المقابل، تُفتح الأبواب على مصراعيها لمن يصفّق ويُمجّد، حتى وإن كان ذلك على حساب الحقيقة والمصلحة العامة.
والأدهى من ذلك أن بعض المنابر الإعلامية الإلكترونية، بدل أن تقوم بدورها كصوت للمواطن، انزلقت لتصبح أدوات دعائية تُلمّع صورة الرئيس وتهاجم كل من يخالفه. أما جزء من الساكنة، فقد اختار الاصطفاف الأعمى، يسبّ ويشتم كل من يُبدي رأيًا مختلفًا، وكأن الرئيس فوق النقد وفوق المحاسبة.
إن الاختلاف ليس عيبًا، والنقد ليس عداءً، بل هو جوهر الديمقراطية وسبيل الإصلاح. لا يمكن لمدينة أن تتقدم وهي تُقصي الكفاءات وتُرهب الأصوات الحرة. ولا يمكن أن تتحقق التنمية ونحن نُقدّس الأشخاص ونُشيطن الأفكار.
أولاد برحيل تستحق الأفضل: مجلسًا يصغي، وإعلامًا يُنير، ومواطنين يُشاركون لا يُقصون. فلنُحيي ثقافة الحوار، ولنُدافع عن حقنا في التعبير، لأن الصمت في وجه الظلم مشاركة فيه.
🔗 المصدر: تارودانت بريس