موجة حر تخنق أوروبا وتُشعل حرائق الغابات
تعيش أوروبا، الثلاثاء، على وقع موجة حر خانقة زادت من اشتعال حرائق الغابات، خصوصاً في شبه الجزيرة الأيبيرية. في إسبانيا سُجّلت وفاة وإجلاءات واسعة مع تمدد النيران شمال مدريد، وفي فرنسا رفعت السلطات التأهب إلى أقصاه في 14 مقاطعة. خبراء الأرصاد يرجعون المشهد إلى قبة حرارية ثابتة وتغير مناخي يفاقم الجفاف.
إسبانيا: حرائق مميتة وإجلاءات تحت ضغط موجة الحر
تريس كانتوس شمال مدريد: حريق يلتهم أكثر من ألف هكتار
أعلنت السلطات الإسبانية عن عشرات حرائق الغابات متفاوتة الشدة. وفي بلدة تريس كانتوس، على بُعد 25 كيلومتراً شمال مدريد، اندلع حريق مساء الاثنين وأتى على أكثر من 1000 هكتار، وأسفر عن وفاة رجل أصيب بحروق طالت أكثر من 90% من جسده.
تحذيرات حكومية وآلاف المجلّين
قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عبر منصة إكس: “نحن معرّضون لخطر شديد بسبب حرائق الغابات”. واضطر آلاف السكان إلى قضاء الليل خارج منازلهم، مع تنفيذ عمليات إجلاء طارئة في بعض المناطق المتضررة من موجة الحر.
فرنسا: تأهب أقصى وحرارة خانقة
إنذار أحمر في 14 مقاطعة
أعلنت فرنسا حالة تأهب قصوى لمواجهة موجة حر شديد في 14 مقاطعة جنوب غربي البلاد ووسطها الشرقي. الإشعار يعكس مخاطر مرتفعة على الصحة العامة واحتمال اشتعال حرائق الغابات.
شهادات من الشارع
قالت أندريا، التي تعمل لدى جمعية وتجمع التبرعات في مدينة ليون: “الجو خانق ولا هواء”. وفي ديجون، علّق آلان بيشو: “الجو حار جداً... أفضل الذهاب إلى المكتب، على الأقل هناك مكيف هواء”.
الأسباب والسياق: قبة حرارية وجفاف يعززان حرائق الغابات
ما الذي يحدث في الغلاف الجوي؟
يوضح خبير الأرصاد في جامعة ريدينغ البريطانية، أكشاي ديوراس، أن موجة الحر الحالية “ليست مفاجئة”، إذ تنجم عن قبة حرارية مستقرة فوق أوروبا. وبسبب التغير المناخي نعيش في عالم أكثر دفئاً، ما يزيد من تكرار موجات الحر وشدتها.
الجفاف يغذي النيران في حوض المتوسط
يشير ديوراس إلى أن الجفاف يطال أكثر من نصف أوروبا منذ أشهر، خاصة حول البحر المتوسط، ما يهيّئ الظروف لاشتعال حرائق الغابات واتساعها بسرعة تحت تأثير موجة الحر.
سياق أوسع وتحليل
تتسارع موجات الحر في أوروبا مقارنة بمتوسط المعدلات العالمية، خصوصاً في حوض المتوسط، حيث تُطيل الحرارة المرتفعة والجفاف موسم حرائق الغابات وتزيد حدته.
سجّل عام 2023 أعلى متوسط حرارة عالمياً وفق المنظمة العالمية للأرصاد، ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يتوقع الخبراء مزيداً من موجات الحر والإنذارات القصوى في صيف أوروبا.
القبة الحرارية تحبس الهواء الساخن في الطبقات السفلى، ما يرفع درجات الحرارة نهاراً ويقلل التبريد ليلاً، ويُجهد الشبكات الصحية والطاقية ويضاعف خطر الحرائق.
الخلاصة
موجة حر تضرب أوروبا بقوة، بين خسائر بشرية وإجلاءات جماعية في إسبانيا وإنذار أحمر في فرنسا. ومع قبة حرارية وجفاف ممتد، تتزايد مخاطر حرائق الغابات. السلطات ترفع التأهب، والخبراء يحذرون من صيف أوروبي أكثر سخونة في ظل التغير المناخي.
الكلمات المفتاحية: موجة حر، حرائق الغابات، أوروبا، إسبانيا، فرنسا، قبة حرارية، التغير المناخي، الجفاف
بقلم : أحمد اخبار تارودانت عن جريدة تارودانت بريس 24 taroudant press