📁 آخر الأخبار

جامع الفناء: قلب مراكش النابض... حيث يلتقي التاريخ بالحياة بقلم: أميمة عابيدي عن جريدة تارودانت بريس 24 | Taroudant Press

جامع الفناء: قلب مراكش النابض... حيث يلتقي التاريخ بالحياة بقلم: أميمة عابيدي عن جريدة تارودانت بريس 24 | Taroudant Press

جامع الفناء: قلب مراكش النابض... حيث يلتقي التاريخ بالحياة

بقلم: أميمة عابيدي

عن جريدة تارودانت بريس 24 | Taroudant Press

"جامع الفناء.. سيمفونية البشر والحجر التي لم تتوقف منذ 9 قرون!"



من ساحة إعدام إلى لوحة تراثية حية: كيف تحول فضاء الرعب إلى أعجوبة ثقافية عالمية؟


العنوان الثانوي:

حكايات الليل والنهار في الساحة التي تُعيد اختراع نفسها كل يوم منذ عهد المرابطين


الفصل الأول: حجر الأساس.. البدايات من عمق التاريخ

لم تكن "ساحة جامع الفناء" مجرد فراغ عمراني عندما رسمها المرابطون في القرن الحادي عشر (فترة تأسيس مراكش 1070-1072م). بل كانت استراتيجية ذكية تربط بين قصور الحكم جنوباً وأسواق المدينة شمالاً. اسم "الفناء" نفسه يحمل أسراراً:


التفسير التراثي: يشير إلى "الفضاء الخالي" أمام جامع الكتبية الذي هُدم لاحقاً.


التفسير المظلم: يعيده المؤرخون إلى كونها ساحة الإعدام العلني في عهد الموحدين حيث تُعرض رؤوس الثوار ("فناء الرؤوس").


"هنا كان يُعلن النصر أو يُنفذ الموت.. اليوم تُعلن هنا حياة لا تنتهي" - د. عبد الهادي التازي في "مراكش عبر التاريخ".


الفصل الثاني: التشريح اليومي.. كيف تتنفس الساحة؟

(مشاهد لا تتكرر إلا هنا!)

الوقت المشهد المهيمن الأصوات الروائح

الفجر-10 ص باعة العصير الطازج صفارات البخار من دلال الشاي رائحة النعناع البري

10 ص-5 م حكواتيون - مشعوذون دقات البندير - صياح الأفاعي شواء السردين - خشب الأركان

5 م-منتصف الليل مطاعم متنقلة - موسيقى أنغام الكمان - دقات الدفوف حساء الحريرة - طاجين الكفتة

ظاهرة "الحلقة" (Halqa):


دوائر بشرية يتوسطها راوٍ ينسج ملاحم سيف بن ذي يزن أو مغامرات جحا.


دراسة أنثروبولوجية (جامعة القاضي عياض) تُثبت وجود 17 حلقة دائمة تستهوي 40% من الزوار المحليين.


الفصل الثالث: كنوز غير مرئية.. اقتصاد تحت المظلات!

وراء الفوضى الظاهرة نظام اقتصادي مدهش:


التموين المركزي: 80 طنّاً من الخضار/اليوم تُوزع قبل الفجر عبر 300 عربة.


تسلسل هرمي: "المقدم" (رئيس الباعة) يُخصص مواقع حسب الأقدمية.


إمبراطورية العصير: 120 كشكاً تبيع 30,000 كوب يومياً (بثمن يبدأ من 4 دراهم).


"يدر جامع الفناء 2.3 مليار درهم سنوياً.. وهو يشغل 12% من سكان مراكش" - تقرير الغرفة التجارية 2023.


الفصل الرابع: الزلزال الثقافي.. لماذا أدرجته اليونسكو؟

عندما أعلنته منظمة اليونسكو تراثاً شفهياً للإنسانية عام 2001 (أول موقع غير مادي في العالم)، كان ذلك اعترافاً بـ:


الذاكرة الشعبية الحية: 73 نوعاً من الفنون الشعبية المهددة بالانقراض.


النموذج التشاركي: لجنة محلية تُدير التوازن بين التراث والحداثة.


التسامح الديني: مآذن الكتبية تراقب بسلام احتفالات الصوفية واليهود (موسم الهيلولة).


الفصل الخامس: تحذيرات في الليل.. تحديات تواجه الساحه

رغم بهائها، تعاني الساحة من أمراض العصر:


التفاعل المفقود: 70% من الزوار الأجانب (حسب دراسة 2022) لا يتجاوزون 50 متراً داخل الساحة!


استغلال الأطفال: انتشار متسولي "اللوحات الإلكترونية" (Tablet Boys).


التهديد البيئي: 8 أطنان نفايات يومياً تُهدد موقعاً بلا أنظمة صرف صحي تاريخية.


الخاتمة: هل يبقى القلب نابضاً؟

جامع الفناء ليس ساحة.. إنه جينات مراكش في حيّز مفتوح:


"من لم يجلس هنا عند الغروب، يظن أن الأرض خلقت صماء" - الراحل محمد شكري.


الساحة التي ابتلعت التاريخ تُواجه اليوم معركتَها الأصعب: الحفاظ على روحها في عالم يريد تحويلها إلى بريدجيت باردو ترقص مع أفاعي بلاستيكية... فهل ينتصر نداء الحكواتي على صفير الدرونات؟ الجواب يكتبه كل مساء أولئك الذين يُصرّون على شرب الشاي هنا.. حيث لا شيء يتغير لأن كل شيء يتجدد!


كلمات مفتاحية:

جامع الفناء مراكش - تراث اليونسكو - ساحة الإعدام التاريخية - ظاهرة الحلقة - العصير الطازج مراكش - اقتصاد الساحة - تحديات التراث الحي - فن الحكواتي المغربي - مطاعم جامع الفناء - سر بقاء مراكش


بقلم: أميمة عابيدي

عن جريدة تارودانت بريس 24 | Taroudant Press


 

هيئة التحرير
هيئة التحرير
تعليقات