"غلاء زيت الزيتون يثير القلق في دول البحر الأبيض المتوسط"
بقلم: محمد الفحل
جريدة تارودانت 24 الإلكترونية
على مر العصور، كان زيت الزيتون جزءًا أساسيًا من تراث البحر الأبيض المتوسط وطهيه اللذيذ. إلا أنه في الأوقات الحالية، يشهد العالم تذبذبًا كبيرًا في أسعار زيت الزيتون، مما يثير القلق بين الدول الساحلية للبحر الأبيض المتوسط.
إن غلاء زيت الزيتون على الصعيدين الوطني والعالمي يحمل تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. في المغرب، على سبيل المثال، انخفض إنتاج الزيتون هذا العام بنسبة 45٪ مقارنة بالمواسم السابقة. هذا التراجع يُعزى جزئيًا إلى الظروف الجوية السيئة وتدهور مستويات المياه، وهذا يؤثر بشكل كبير على المزارعين والقطاع الزراعي.
للتصدي لهذا التراجع في إنتاج الزيتون وارتفاع أسعاره، اتخذت الحكومة المغربية إجراءات صارمة بمنع تصدير زيت الزيتون باستثناء المستثمرين والعمال المهمين. هذه الخطوة تهدف إلى ضمان توفر الزيت المحلي للمواطنين ومنع استغلال الزيتون في الأسواق العالمية.
من جانبهم، بدأ العديد من المستثمرين الأجانب في الاهتمام بسوق زيت الزيتون في المغرب. يقدرون قيمة هذه الثروة الزراعية ويروّجون للشراء والتصدير. هذا يعزز القطاع الزراعي ويمكنه من الاستفادة من الفرص الاقتصادية في مجال تصدير المنتجات الزراعية.
من المهم أن ندرك أن غلاء زيت الزيتون ليس مشكلة محلية فقط، بل هو قضية عالمية تمس دول البحر الأبيض المتوسط والعديد من الدول الأخرى. تشير الأوضاع الراهنة إلى ضرورة العمل على تعزيز الزراعة المستدامة وتحسين إدارة الموارد المائية لضمان استدامة إنتاج الزيتون واستقرار الأسعار.
