بقلم: حميد البلاد
مغامرة تسلق الجبل التاريخية للطفل المغربي يوسف التازي ووالده
الحقائق
مراهقة في ظلال القمم: الصعود الى قمة جبل "أرارات" في تركيا
أرارات، هذا الاسم يحمل معه تاريخاً طويلاً من الرمزية الدينية والثقافية. يقع هذا الجبل على حدود تركيا وأرمينيا، ويُعتقد أنه موقع سفينة نوح التي حملت معها أملاً جديداً بالحياة بعد الطوفان العظيم. واليوم، يُضفي الجبل نفسه كونه شاهداً على مغامرة استثنائية، حيث يسلُّ قلب الطفل المغربي يوسف التازي بحماس وعزم نحو قمته.
قمة الإرادة والإصرار
بعمر قليل لا يتعدى الـ12 عامًا، يثبت يوسف أن الحدود التي نضعها لأنفسنا قد تكون مجرد شريط مرن أمام قوة الإصرار والإرادة. يرافقه في هذه المهمة الملحمية والده، عمر التازي، الذي شجعه ودعمه في عالم التسلق منذ الصغر. لمدة 14 شهرًا، قام يوسف ووالده بالاستعداد بجد واجتهاد، مستعينين بتحضيرات بدنية ونفسية وطبية دقيقة.
تحدِّي القمم والتجاوز الذاتي
بعزيمة لا تعرف الحدود وشغف لا يضاهى، بدأ يوسف رحلته في تسلق الجبال منذ كان في الرابعة من عمره. تحدَّى الصعاب وتجاوز نفسه مرَّات عدة ليصل إلى ما وصل إليه اليوم. فقد تمكن من تسلق 27 قمة جبلية في المغرب، وبينها سبع قمم تجاوزت 4000 متر. والآن، ها هو يستعد ليكتب اسمه في سجلات التاريخ بتحدِّيه قمة تاريخية تتجاوز ارتفاعها 5000 متر.
الهوية التي تجمع الطبيعة والتحدي
تجمع هذه المغامرة بين حب التحدي والتجاوز الذاتي واكتشاف الطبيعة. فهي ليست مجرد محاولة للوصول إلى قمة جبل، بل هي محاولة لاكتشاف قمم الإرادة والشجاعة التي تسكن في قلب هذا الطفل الشاب. إنها رحلة تشق طريقها في أعماق الجبال وفي أعماق الذات.
ختاماً، مغامرة يوسف التازي ووالده هي قصة جريئة ومُلهمة، تذكِّرنا بأن الحلم ليس مجرد كلمة بل هو واقع قابل للتحقيق بإرادة حقيقية وتحدي مستمر. هذان الشجاعان يمثلان مصدر إلهام للأجيال القادمة، دافعينها نحو تحقيق أحلامها بكل جرأة وإصرار.
بقلم: حميد البلاد
المصدر: عن جريدة تارودانت 24 الالكترونية (taroudant press news)
