تحديات التنمية في إقليم تارودانت: بين المهرجانات والتنمية المستدامة
بقلم: عبد العزيز الروداني
من تارودانت بريس ... أخبار عاجلة
إقليم تارودانت، هذا الجوهرة الطبيعية والثقافية في جنوب المملكة المغربية، يشهد تحديات تنموية متعددة تتطلب تفكيرًا وتدخلًا جاديًا للارتقاء بواقعه وتحقيق التنمية المستدامة. يعاني الإقليم من مجموعة من المشكلات التي تلقي بظلالها على جهود التنمية، وهذا يتطلب التفكير العميق والاستراتيجي لتحقيق التوازن بين الترفيه والتنمية المستدامة.
تدور تحديات إقليم تارودانت حول عدة محاور أساسية. يواجه 60 جماعة داخل الإقليم عجزًا في تدبير ميزانياتها، مما يعيق تنفيذ المشاريع التنموية الأساسية. ولا يقتصر الأمر على الجماعات فحسب، بل يمتد إلى المجلس الإقليمي نفسه، حيث لم يتمكن من الوصول إلى اتفاق حول برنامج تنمية إقليمي يسهم في تفعيل العملية التنموية.
من ناحية أخرى، تثير تخصيص مبالغ مالية كبيرة لتنظيم المهرجانات استفسارات حول فعاليتها الحقيقية في تحقيق التنمية. يجب أن نسأل أنفسنا هل هذه المبالغ يمكن توجيهها بشكل أفضل نحو مشاريع وبرامج تنموية تخدم المجتمع المحلي بشكل أكبر وأفضل؟
في هذا السياق، نجد تحديات إضافية في بعض المناطق مثل "تنزرت" و"تافنكولت". "تنزرت" تثير تساؤلات حول تجارب الشراء والبيع في "دار الزيتون"، مما يدعو لضرورة تقييم دورها في التنمية. من ناحية أخرى، يعاني "تافنكولت" من غياب البنية التحتية وصعوبة التسجيل في السجل الوطني، مما يعوق تدفق الاستثمارات والفرص التنموية.
قضية الماء الصالح للشرب تشكل همًا كبيرًا في الإقليم. إذ يعاني سكان العديد من المناطق من صعوبة الوصول إلى المياه النقية، مما يتطلب تدخلًا حكوميًا لتوفير تلك المياه الأساسية لحياة السكان.
مع هذه التحديات، يطرح السؤال الملح عن إمكانية تحقيق التنمية المستدامة من خلال المهرجانات. هل يمكن أن تكون هذه المهرجانات فعلاً محفزًا للتنمية المستدامة؟ وكيف يمكن توجيه الموارد والجهود نحو تحقيق تنمية تستمر على المدى البعيد؟
في النهاية، تأتي الحاجة إلى استراتيجية توازن بين الترفيه والتنمية المستدامة. يجب أن نستثمر في تنمية القدرات المحلية وتعزيز البنية التحتية وتوجيه الموارد بذكاء نحو المشاريع التي تخدم التنمية الشاملة لإقليم تارودانت وسكانه.