حوادث الطرق الحضرية: أرقام صادمة وتحديات مستمرة"
تم خلال الأسبوع الممتد من 29 ماي الماضي إلى 4 يونيو الجاري تسجيل حادثات مرورية مروعة في المناطق الحضرية، حيث تسببت هذه الحوادث في خسائر بشرية جسيمة. وفقًا للإحصائيات الرسمية، فإنه في هذا الفترة، لقي 21 شخصًا حتفهم، في حين أصيب 2393 آخرون بجروح نتيجة وقوع 1709 حادث سير. تلك الأرقام تجعل من الضروري استعراض أسباب وتداعيات حوادث الطرق الحضرية والتحرك بفاعلية للحد من هذه المشكلة الخطيرة.
الأسباب الرئيسية لحوادث الطرق الحضرية:
تشير التقارير إلى أن الأسباب الرئيسية وراء وقوع حوادث الطرق في المناطق الحضرية تتضمن مجموعة من العوامل التي يتعين معالجتها بشكل فوري. تتضمن هذه الأسباب عدم انتباه السائقين، حيث ينشغل البعض بالتلفونات الذكية أو بمشغولاتهم الشخصية أثناء القيادة، مما يؤثر على تركيزهم ويعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر. كما تشمل الأسباب الرئيسية عدم احترام حق الأسبقية والسرعة المفرطة، حيث يتجاوز البعض الحدود المقررة للسرعة، ما يتسبب في فقدان السيطرة على المركبة وزيادة احتمالية وقوع حوادث.
علاوة على ذلك، فإن عدم انتباه المشاة وعدم ترك مسافة الأمان وتغيير الاتجاه بدون إشارة وعدم التحكم وتغيير الاتجاه غير المسموح به يعد أيضًا أسبابًا شائعة لحوادث الطرق في المناطق الحضرية. لاحظت التقارير أيضًا تجاوز إشارة "قف" وإشارة الضوء الأحمر والسير في يسار الطريق والتجاوز المعيب والسياقة تحت تأثير الكحول والسير في الاتجاه الممنوع كأسباب رئيسية لوقوع حوادث الطرق.
التدابير المتخذة للتصدي لحوادث الطرق الحضرية:
تعد مكافحة حوادث الطرق الحضرية مسؤولية مشتركة بين الجميع، ولذلك تم اتخاذ عدة تدابير للتصدي لهذه المشكلة الخطيرة. تم تسجيل 49,467 مخالفة مرورية خلال هذا الأسبوع الممتد، حيث تم تحرير 9,842 محضرًا قضائيًا للمخالفات الخطيرة. وقد تم فرض 39,625 غرامة صلحية على المخالفين بهدف توعيتهم بأهمية الالتزام بقوانين المرور وسلامة القيادة.
كما تم جمع مبلغ قدره 8,308,900 درهم كغرامات مرورية، وتم وضع 5,658 سيارة في الحجز البلدي بسبب مخالفات السير الخطيرة، وتم سحب 9,842 وثيقة رخصة القيادة، وتم توقيف 320 مركبة لمدة زمنية محددة. هذه التدابير تهدف إلى فرض رقابة صارمة على السائقين المتهورين وتشديد العقوبات لتحقيق تراجع في عدد الحوادث المرورية في المناطق الحضرية.
مع استمرار حوادث الطرق الحضرية في أخذ حياة الأبرياء وتشويه حياة الكثيرين بالإصابات الجسدية والنفسية، فإن الحاجة ملحة للتركيز على هذه المشكلة واتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لها. يتطلب الأمر توعية السائقين بأهمية الالتزام بقوانين المرور وتبني سلوك قيادي آمن ومسؤول. كما يجب تعزيز التدابير التأديبية والرقابية للمخالفين، وتعزيز توفر البنية التحتية المناسبة والتصميم الجيد للطرق لتعزيز سلامة المرور.
عزيز بن الفقيه
المصدر: جريدة تارودانت بريس