الصحراء الشرقية المغربية.. مطلب شعبي
لم يعد الحديث عن استرجاع الصحراء الشرقية المغربية حديث مواقع ومجالس خاصة، وإنما تحول إلى مطلب شعبي.. بل ومصدر إجماع وطني في انتظار أن تقوم الدبلوماسية المغربية بالأجرأة الرسمية لهذا المطلب.
أمام هذه الهبة الوطنية تعيش شبه دولة الجزائر على وقع حالة من القلق والاضطراب.. على اعتبار أن الكابرانات يعلمون بأن حديث المغاربة عن الصحراء الشرقية المغربية ليس موجها للاستهلاك الإعلامي أو المناورة السياسية، وإنما هو مطلب شعبي تتبناه القيادة السياسية بما يستحقه من اهتمام وآنية.. وتعلم أيضا بأن المغاربة لم يهنئ لهم بال قبل أن يتحقق مطلب استرجاع الأراضي المستعمرة والمغتصبة.
وإذا كانت بعض أقلام العسكر يروجون إلى أن هذا الملف تم طيه بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود.. بين المغرب والجزائر سنة 1972م، فإننا نقول بأن الموضوع يحتاج إلى وقفة بالنظر إلى المعطيات القانونية التالية:
أولا: الاتفاق السياسي كان ضمن “سلة واحدة” مع الاتفاق الاقتصادي المتعلق بالاستغلال المشترك لمنجم غارة جبيلات الغني بالحديد
ثانيا: مصادقة البرلمان المغربية سنة 1992م على الاتفاقية جاءت في أعقاب تنصيب الرئيس الشهيد محمد بوضياف والذي تعهد بتصفية نهائية لملف الحدود ورفع يد الجزائر عن الصحراء الغربية المغربية.. قبل أن يتم اغتياله من طرف عصابة العسكر لمواقفه من قضية الصحراء المغربية
ثالثا: لم يتم تبادل تسليم الوثائق بعد التصديق عليها من طرف الأجهزة الرسمية ولم يقم المغرب بتسجيلها لدى الأمم المتحدة
أمام هذه المعطيات، وأخرى، يبقى ملف الصحراء الشرقية المغربية مفتوحا.. وعلى الدبلوماسية المغربية أن تقوم بما يجب من أجل تسجيل القضية أمام اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار.. بالنظر إلى أن هذه البقعة الطيبة وأيضا منطقة القبايل يعتبران آخر المستعمرات في إفريقيا.