فيصل القاسم: مقارنة بين الجزائر المتخلفة ورواندا النامية
مقتطفات من مقال طويل للمعارض السوري فيصل القاسم – عدو الأنظمة العسكرية الدكتاتوربة-.. بالقدس العربي بتاريخ: 10/3/2023؛ في مقاربة لموضوع النهوض بالعالم العربي، الموسوم بالفشل الذريع في الجمهوريات العربية.. اختار منها مقارنة نهوض رواندا بعد كل ما مرت به من كوارث ومجازر في تسعينبات القرن الماضي.. بفشل النهوض في كل من سوريا والجزائر. اخترنا بعضا مما كتبه عن الفرق والفارق بين رواندا والجزائر..
* نهوض رواندا من تحت ركام الحرب والدمار
– “معظم الأمم تستغل كوارثها وكبواتها التاريخية لتنهض أقوى مما كانت عليه قبل الفواجع والانهيارات.. لا نريد طبعاً أن نقارن بلادنا بألمانيا أو اليابان اللتين نهضتا بعد الحرب العالمية الثانية من تحت الأنقاض لتصبحا أعظم وأرقى بلاد العالم في كل شيء تقريباً، بل دعونا نستذكر بلداً أفريقياً محسوباً على العالم الثالث مثلنا ألا وهو رواندا الذي شهد حرباً أهلية أتت على الأخضر واليابس وأدت إلى مقتل مئات الألوف من أبنائه، لكن تلك الدولة استطاعت أن تنهض من تحت ركام الحرب والدمار لتصبح مضرباً للمثل في التقدم والنظافة والحكم الرشيد.”
– “لماذا خرجت رواندا من تحت الرماد ونمت وازدهرت من جديد، بينما في كل حالاتنا العربية حتى الآن، لم يخرج أحد من الحفرة بعد أن سقط فيها، بدءاً بالصومال مروراً بالجزائر ولبنان والعراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن والسودان (…)”
* بعد العشرية السوداء، الجزائر أسوأ مما كان!
– “وكي لا نسرد كل التجارب العربية المتقيحة، سنكتفي بالمثال الجزائري قبل أن ندلج إلى المأساة السورية، ففي تسعينيات القرن الماضي شهدت الجزائر عشرية سوداء بكل ما في الكلمة من معنى بعد انقلاب الجيش على أول تجربة ديمقراطية في البلاد بدعم من مشغليه الغربيين طبعاً، خاصة وأن الفائز في الانتخابات المغدورة وقتها كانت جبهة إسلامية، فرصّ الجنرالات صفوفهم بالتعاون مع كفلائهم في الخارج، ليحرقوا الأخضر واليابس في البلاد كي يبقوا في السلطة بدعم من أسيادهم، فكانت النتيجة أن الجزائر خسرت أكثر من ربع مليون من أبنائها حسب التقديرات الرسمية، مما يعني أن العدد يمكن أن يكون مضاعفاً مرات ومرات، ناهيك عن المفقودين وإعادة البلاد عقوداً إلى الوراء على الأصعدة كافة.”
– “ماذا حصل بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟
هل استفاد النظام من التجربة ليبني دولة جديدة قائمة على العدل والديمقراطية، أم إنه نجح بتواطؤ عربي ودولي أن يعود أسوأ مما كان، فعاد الفقر والقهر والظلم والاستبداد والفساد ليضرب البلاد والعباد من جديد، فانتفض الشعب منذ سنوات، ومازال منتفضاً، وحتى لو هدأ قليلاً، فإنه بالتأكيد سيعود ثانية إلى الشوارع لأن هناك ألف سبب وسبب كي يعود.”