أخر الاخبار

"اتفاقية هِبة" تخلد الخزانة الفكرية للراحل محمد أركون في المكتبة الوطنية بالرباط

"اتفاقية هِبة" تخلد الخزانة الفكرية للراحل محمد أركون في المكتبة الوطنية بالرباط

 "اتفاقية هِبة" تخلد الخزانة الفكرية للراحل محمد أركون في المكتبة الوطنية بالرباط

صار بإمكان عموم الباحثين والأكاديميين من المغرب وخارجه المهتمّين بإرث المفكر والمؤرخ محمد أركون الاطّلاع على خزانته بعد توقيع اتفاقية هبة لفائدة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط.



وتمت إتاحة خزانة أركون والاحتفاء بها بعدما جرى التوقيع على “اتفاقية هِبَة” بين عائلة المفكر والناقد الراحل وإدارة المكتبة الوطنية، مساء الأربعاء فاتح مارس 2023 بالمقر التاريخي للمكتبة، بالعاصمة الرباط، الواقع بمحاذاة مؤسسة “أرشيف المغرب”.

وبحضور أصدقاء وأقارب محمد أركون الذين عاصروه خلال حياته، فضلا عن شخصيات سياسية وثقافية وحكومية مغربية وازنة، تم توقيع اتفاقية هبة الخزانة التي تضم مؤلفاتٍ بعضها نادر، بين كل من محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وثريا اليعقوبي أركون، رئيسة “مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات”.



وفق ما عاينته جريدة هسبريس فقد خصصت الـBNRM فضاء يتّسع لضخامة وغزارة إنتاجات واهتمامات المؤرخ والفيلسوف الراحل، الذي حاز “جائزة ابن رشد للفكر الحر”، كما تم تأثيث القاعة الكبرى التي ستضم مؤلفاته ومكتبته، فضلا عن مجلات بحثية وعلمية، بما يشبه “متحفاً” صغيرا يتضمن “بقايا أدوات وأجهزة” كان المفكر يستخدمها قيد حياته.

وعلى هامش المناسبة، ثمن محمد الفران، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، “تنظيم هذا الحفل وتوقيع احتضان المكتبة خزانة كتُب المرحوم محمد أركون”، واصفاً الأخير بأنه “شخصية فكرية علمية ثقافية معروفة جدا على المستوى الإنساني العالمي، وليس فقط على الصعيد المحلي القُطري”.



وأضاف الفران شارحا: “هو مفكر اهتم كثيرا بالفكر الإسلامي العربي، وحاول أن يقدم مجموعة من الطُّروحات والآراء التي قد نختلف مع بعضها كما قد نتفق معها؛ إلا أن الرجل يظل محطة من المحطات الثقافية والفكرية الكبيرة التي بصمت تاريخ البحث الفكري الإسلامي، بل الإنساني المعاصر”.

“مكتبة محمد أركون وخزانته غنيّة جداً، إذ يفوق عددها كتبها 5 آلاف كتاب، بالإضافة إلى أرشيفه الأدبي الذي سيكون متاحا ومفتوحا أمام جمهور القراء والباحثين والدّارسين”، يوضح مدير المكتبة الوطنية التي اختارتها العائلة لاحتضان “إرث أركون”.



كما ستُقدَّم بموازاة ذلك، يتابع الفران في معرض تصريحه، “بعضُ اللقاءات والندوات التي تلقي الضوء الكاشف على مسار المفكر الراحل وتتدارس إرثه وأفكاره”، لافتا إلى أن “محمد أركون رجل أحَبَّ المغربَ وأوصى أن يدفن به بعد مماته؛ وهو ما كان محط تعليمات ملكية سامية ورسالة تأيبينيّة بعثها إلى زوجته”.

ولم يفوت المسؤول عن المكتبة الوطنية الإشارة إلى “الروابط الوثيقة التي جمعت أركون بأصدقائه ومحبّيه من دارسي الفكر الإسلامي والعربي بالمغرب”، مؤكدا أنها “لحظة عرفان لمسار الرجل واستذكار لتثمين ما خلّفه”.



من جهتها، بدَت زوجة الراحل محمد أركون، ثريا اليعقوبي أركون، متأثرة جدّاً قبل أن تحاول مغالَبة دموعها وهي تتحدث عن بعض شذرات حياة المفكر خلال كلمة ألقتها أمام الحاضرين في حفل توقيع هبة الخزانة العلمية.

وقالت اليعقوبي في تصريح لهسبريس: “إرث الراحل كان أمام خيارات عديدة بعد موته، إما تسليمه أو بيعه لفرنسا أو بعض دول المشرق، أو جعله في خدمة المسلمين، إلاّ أنني فضّلتُ أن يكون من نصيب المغرب لأنه تزوّج من مغربية ودُفن بالمغرب”.



وأوضحت رئيسة “مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات” سبباً آخر دفعها للاحتفاظ بموروث الرجل ومكتبته بالمغرب، يتمثل في “تعليمات الملك محمد السادس التي أمرت بإبقائها، وأن يتم جعلها في خدمة الباحثين من المغاربة وغيرهم”.

وأكدت زوجة المؤرخ والباحث في الفكر الإسلامي أن “الخزانة تضم خمسة آلاف كتاب، وسبعة آلاف مجلة بحثية وأكاديمية علمية، فضلا عن مكتبه وكل أدواته التي كان يستخدمها في أعمال تأليفه”.



“كل هذه الكتب والمخطوطات ستكون مسجَّلة في لائحة خاصة سيمكن الاطلاع عليها عبر موقع المؤسسة، إضافة إلى إمكانية حجز موعد للزيارة الميدانية لفضاء مجموعات الأستاذ محمد أركون بالمكتبة الوطنية بالرباط”، تخلص المتحدثة.

يشار إلى أن فعاليات الحفل شهدت تسليم “شهادة تقدير” ضمن لوحة تذكار زجاجية؛ وتضمنت العبارات التالية: “تتشرف المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، في شخص مديرها، محمد الفران، وباسم باقي مسؤوليها وأطرها والمنتسبين إليها، أن تتقدم بأسمى عبارات الشكر والامتنان إلى المرحوم الأستاذ محمد أركون، عِرفاناً بمساهمته المعتبَرة في الرقي بالفكر الإنساني ولإسهامه في إشعاعه على المستوى الدولي؛ كما ندعو له بالرحمة والمغفرة، شاكرين له ولذَويه هِبَة خزانته الفكرية للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية”.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-