الجهوية 24 قطاع غزة المنهك بفلسطين يواجه ويلات الحروب والفقر والحصار
يخضع قطاع غزة، الذي يعاني من الفقر والاكتظاظ السكاني والواقع تحت سيطرة حركة حماس الإسلامية، لحصار إسرائيلي مشدد منذ أكثر من عقد.
وعلقت إسرائيل، أول أمس، تسليم النفط والغاز عبر معبر كرم بو سالم، نقطة العبور الوحيدة للبضائع بين إسرائيل وغزة، ردا على الطائرات الورقية الحارقة التي تنطلق من القطاع.
غارات وصواريخ وطائرات ورقية
منذ الـ30 من شهر مارس من العام الجاري، يتظاهر سكان القطاع على طول السياج الفاصل مع إسرائيل للتنديد بالحصار ومن أجل تثبيت "حق العودة" للفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم أو نزحوا مند قيام إسرائيل عام 1948.
وأدت هذه التظاهرات إلى مقتل ما لا يقل عن 144 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي، كما أصيب أكثر من أربعة آلاف آخرين بجروح.
واندلع العديد من الحرائق بسبب إطلاق طائرات ورقية محملة بمواد حارقة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
كما أطلقت حماس صواريخ وقذائف باتجاه إسرائيل، التي ردت بشن العديد من الغارات الجوية، كان أعنفها في 14 يوليوز وشكلت أقسى مواجهة مسلحة منذ حرب 2014.
جيب ضيق
يقع قطاع غزة جنوب غرب إسرائيل، تحده مصر جنوبا والبحر الأبيض المتوسط غربا.
ويعد الشريط الساحلي الضيق، الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا، من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان، حيث يعيش فيه نحو مليوني فلسطيني.
وبعد الحرب العربية الإسرائيلية عامي 1948-1949، التي اندلعت غداة الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، أصبحت غزة خاضعة لسيطرة مصر من دون أن تضمها هذه الأخيرة.
وبعد حرب يونيو 1967، احتلت إسرائيل قطاع غزة.
ومارست السلطة الفلسطينية، التي نشأت بموجب اتفاقيات أوسلو عام 1993، السيادة على 67 في المائة من القطاع، في حين كانت المستوطنات والمناطق العسكرية تحتل الـ33 في المائة الباقية.
حصار بري وبحري وجوي
في 12 سبتمبر 2005، سحبت إسرائيل جميع جنودها ومستوطنيها من قطاع غزة في تحرك أحادي الجانب أنهى 38 عاما من الاحتلال.
وفي يونيو 2006، فرضت إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا على القطاع عقب أسر جندي قبل الإفراج عنه في عام 2011.
وقامت إسرائيل بعدها بتشديد الحصار عام 2007، إثر سيطرة حركة حماس بالقوة على غزة وطردها عناصر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القطاع إثر معارك دامية.
وفي ماي 2018، بدأت إسرائيل بناء حاجز بحري شمال غزة لمنع عمليات تسلل محتملة.
وتبقي السلطات المصرية غالبا معبر رفح مغلقا؛ وهو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل ويربط غزة بالخارج.
معدل البطالة 45%-
لا تملك هذه المنطقة الساحلية موارد طبيعة، وتعاني من نقص مزمن في المياه والوقود. وتبلغ نسبة البطالة في القطاع 45% حيث يعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الإنسانية.
وأنعش اتفاق مصالحة في أكتوبر 2017 بين حركة حماس وبين السلطة الفلسطينية الآمال في أن تتحسن الظروف في القطاع؛ لكن المحادثات تعثرت وسط رفض الطرفين تحمل مسؤولية فشلها.
وفي مارس، وافق مؤتمر للمانحين على مشروع مصنع لتحلية مياه البحر في غزة، حيث تعد أكثر من 95 في المائة من المياه غير صالحة للاستهلاك بسبب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية.
ثلاث حروب منذ 2008
في 27 ديسمبر 2008، بدأت إسرائيل عملية عسكرية جوية واسعة النطاق من أجل وضع حد لإطلاق الصواريخ تحت مسمى "الرصاص المصبوب". قتل أكثر من 1440 فلسطينيا و13 إسرائيليا في العملية التي انتهت في 18 يناير 2009.
وفي 14 نوفمبر 2012، بدأ التصعيد العسكري عندما اغتالت إسرائيل أحمد الجعبري، قائد العمليات العسكرية في الجناح المسلح لحركة حماس. وأدت العملية، التي أطلقت عليها الدولة العبرية "عمود السحاب" واستمرت لثمانية أيام، إلى مقتل 177 فلسطينيا وستة إسرائيليين قبل هدنة برعاية مصر.
وفي يوليوز 2014، بدأت عملية "الجرف الصامد" على غزة، وهدفت إلى وضع حد لإطلاق الصواريخ وتدمير أنفاق التهريب في القطاع. وأسفرت العملية عن مقتل 2251 شخصا من الجانب الفلسطيني، و74 من الجانب الإسرائيلي.