الجهوية24 ___تلقي أطفال المهاجرين التعليم يحرك جمعويين في فاس
نظمت رابطة جاليات بلدان جنوب الصحراء بالمغرب لقاء بمدينة فاس، جمعها بعدد من الجمعيات المغربية العاملة بجهة فاس مكناس والعاصمة الرباط، تدارست خلاله سبل تسهيل ولوج الأطفال المهاجرين من بلدان الساحل وجنوب الصحراء النظام التعليمي الوطني، تفعيلا للسياسة الجديدة للهجرة، التي شرع المغرب في تنفيذها، خاصة في الشق المتعلق بتفعيل مبدأ الحق في التربية.
وعرف اللقاء، الذي نظم تحت شعار "التربية.. رافعة للاندماج والتنمية"، الوقوف عند الدورية، التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في أكتوبر 2013 بشأن إدماج أبناء الأجانب المنحدرين من بلدان الساحل وجنوب الصحراء في التعليم المغربي الرسمي، والتي استندت على تطبيق المغرب مقتضيات الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، التي صادق عليها المغرب، وتفعيل التزامات المملكة فيما يخص حماية منظومة حقوق الإنسان وحظر كل أشكال التمييز.
وأجمع المشاركون في هذا اللقاء، الذي تميز بتنظيم ورشة حول دور المدرس والمدرسة المغربية في تمدرس الطفل المهاجر، على أن تفعيل هذه الدورية لا يزال محدودا، مطالبين بتبسيط المساطر الإدارية لإنجاح هذه العملية، التي تصطدم، كذلك، بعدم إقبال الأسر المهاجرة على تعليم أبنائها بسبب وضعها الاجتماعي الهش.
وأبرز مامادو بهوي ديالو Mamado BHOYE DIALO، منسق مشروع "الحق في التربية"، الذي تشتغل عليه رابطة جاليات بلدان جنوب الصحراء بالمغرب، أن جمعيته تشتغل على عدة محاور تهم المهاجرين، من ضمنها موضوع التربية. وأضاف، في تصريح ، أن العمل على هذه النقطة بالذات يهدف إلى تسهيل ولوج أبناء المهاجرين المؤسسات التعليمية بالمغرب.
وأوضح مامادو أن جمعيته تراهن على الفاعلين المؤسساتيين والجمعويين بالمغرب لإنجاح إدماج أطفال المهاجرين في التربية، مشيرا إلى أن اللقاء، الذي لمّ جمعيته بالفاعلين الجمعويبن في جهة فاس مكناس والرباط، كان مثمرا ومكن من جمع مقترحات وتوصيات مهمة ستفيد في إنجاح مشروع "الحق في التربية".
من جانبها، أكدت لطيفة رمضاني، رئيسة جمعية "باب الخير" للأطفال في وضعيات صعبة، أن جمعيات المجتمع المدني، التي تشتغل مع المهاجرين في مجال التربية، تنطلق في عملها من الاستراتيجية الوطنية لشؤون الهجرة، واستراتيجية التربية الوطنية، التي تؤكد على أن جميع الأطفال لهم الحق في التمدرس، مبرزة أن وزارة التربية الوطنية سطرت، في هذا الإطار، مجموعة من المذكرات تحث على تمدرس أطفال المهاجرين واللاجئين، وضمنهم أطفال المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء.
وأوضحت الفاعلة الجمعوية ذاتها، في تصريح لهسبرس، أن العمل مع هاته الفئة من الأطفال يعد تحديا في حد ذاته، "لأنهم يأتون من جنسيات ولغات ومجتمعات مختلفة"، مبرزة أن الجمعيات المغربية تحاول، من خلال برامج التربية غير النظامية، التي توفر لهؤلاء الأطفال تعلم الرياضيات واللغة الفرنسية، "التركيز على تعليمهم اللغة العربية حتى يتسنى إدماجهم في أقسام المؤسسات التعليمية، ابتدائية أو إعدادية، حسب السن ومستوى التعلم".
وأشارت الرمضاني إلى أن إدماج أطفال المهاجرين الأفارقة في التعليم المغربي "لا يزال مفتوحا للتطوير وتحسين التدخلات"، مبرزة أن هذه العملية، التي تبذل الجمعيات جهودا كبيرة لإنجاحها، تعترضها عدة صعوبات، من بينها اعتبار مرافقي هؤلاء الأطفال المغرب أرض عبور، وأن تعلمهم اللغة العربية ليس ذا أهمية.