هل تمر اهانة محمد بوسعيد للمغاربة مرور الكرام؟
رغم مرور أيام على الاهانة التي توجه وزير المالية محمد بوسعيد، الى الشعب المغربي، و وصفه لمواطنين مغاربة، من المفروض انهم رعايا صاحب الجلالة، ب “المداويخ”، لازال النشطاء يتداولون ما تلفظ به السيد الوزير تحت قبة البرلمان بحرقة، و ينتظرون ردة فعل الجهات المسؤولة على تصريحات غير مسؤولة، صدرت عن شخص من المفروض انه يدبر بيت مال المسلمين في امارة المؤمنين.
و اذا كان محمد بوسعيد، قد فضل الالتزام بالصمت، و لعب دور واحد من رسل الله، من خلال توجيهه لتوضيحات عبر الحجاب الذي قالت جرائد انه مقرب منه، فان التصرف الذي صدر عنه، لا يعني بأن المغاربة “مداويخ” لدرجة السكوت على تعرضهم للاهانة من طرف شخص من المفروض انه يحافظ على مصالحهم، و يساهم في ترشيد نفقاتهم.
ردات الفعل التي خلفتها تصريحات بوسعيد، المدافعة عن زميله في حزب التجمعيين، تطورت لتصبح قضية راي عام، و انتقلت الى العالمية، بعدما تناقلتها صحف دولية، و تداولها نشطاء عبر مختلف أنحاء العالم، بينما استعملها خصوم وحدتنا الترابية للتهكم من أزيد من 40 مليون مغربي تحت يافطة “شهد شاهد من اهلها”.
الوضع الذي الت اليه الامور، لم يعد يتطلب اعتذارا من الوزير، بقدر ما أصبح يستلزم اقالته بشكل نهائي، و الحاقه بالمغضوب عليهم، طالما أن تصريحاته قد مست بشكل كبير بكرامة الشعب المغربي، و قللت من مصداقية حكومته التي لم يصدر عنها اي توضيح في الموضوع، و التي باتت ملزمة بالتفاعل مع الراي العام في كل موضوع تتم اثارته على الواقع أو حتى على العالم الافتراضي.
و لو أن الاهانة تعرض لها شعب تحترمه الدولة، لما ظل السيد الوزير الذي اهانه جالسا فوق أعلى كرسي بوزارة المالية، كما هو الحال بالنسبة لمحمد بوسعيد، الذي يرفض حتى الادلاء بتوضيحات بخصوص الموضوع، في مشهد يعكس العجرفة و التشبت بالراي ضدا في المغاربة من طنجة الى لكويرة.